الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر للوسط العدد (144) 31/10/1994م (الحلقة الثانية) : نعارض الاندماج بين المؤتمر الشعبي والإصلاح

 

مجلة الوسط العدد (144) 31/10/94م (الحلقة الثانية)

 

-       نعارض الاندماج بين المؤتمر الشعبي والإصلاح

-       يمكن التوفيق بين الشريعة والديمقراطية.

-       الاشتراكي أمم المقاعد النيابية في المحافظات الشرقية والجنوبية.

 

استعاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ، في الحلقة الأولى من حواره مع الوسط بعضاً من ذكرياته عن مرحلة الحكم الإمامي في اليمن وكيف سجن ويتناول شيخ مشايخ حاشد، رئيس مجلس النواب زعيم التجمع اليمني للإصلاح في هذه الحلقة الثانية والأخيرة المرحلة الجمهورية بدأ بعهد الثورة في 26 أيلول سبتمبر 1962 وحتى انقلاب إبراهيم الحمدي نهاية العام 1974 ثم هموم المرحلة الحالية بعد الحرب الأخيرة في البلاد.

 

·      كيف كنت تدير قبيلة حاشد من السجن؟

§      كنت أحاول توفير الحد الأدنى من الارتباط معها ، كنت أكتب للمشايخ ويزورونني حتى في سجن المحابشة، وكان لدي ستة أشخاص في السجن يساعدونني في هذه المهمة.

·      هل فكرت في الهرب من السجن؟

§      لا . ذات يوم جاءني رسول من عدن وقال لي إنهم مستعدون لتدبير هروبي بواسطة زورق يأتي إلى سواحل تهامة الشمالية وأستقله من هناك إلى عدن فرفضت.

·      هل انقطع الاتصال بينك وبين الإمام أحمد خلال سنوات السجن (1959-1962)؟

§      لم يحصل شيء سوى أنني أبرقت له برقية واحدة. فقد راجعته في شأن ممتلكاتنا التي صادرها وبيوتنا التي خربها كانت لنا بيوت كثيرة في مناطق مختلفة خربها الإمام واقتلع أشجار البن من أراضينا.

 

·      من كان يتولى شؤون عائلتكم أثناء غيابكم؟

§      الوكلاء ، وهم كانوا على اتصال دائم بي.

·      لم يكن لديكم أخوة غير حميد؟

§      أخ صغير جداً وعيال عمي غالب لكنهم كانوا مهزومين وخائفين كنت أدير كل شيء من السجن.

·      قبل أن نبدأ الحديث عن فترة الثورة هل تخبرنا كيف أصبحت جمهورياً؟

§      كنا نحضر للجمهورية منذ زمن وكان الالتفاف حول الإمام البدر يتم في هذا الإطار ، كان الجميع يعتقدون بأنه كان صالحاً، فإذا لم يكن كذلك يتحول النظام إلى نظام جمهوري التأثر بالجمهورية مرده إلى ثورة مصر وسورية وغيرهما ، كان النظام الجمهوري هو النظام البديل.

·      ما معنى الجمهورية بالنسبة إليك؟

§      كان معنى الجمهورية في اعتقادي هو التخلص من إمام متسلط وأن تسود الشورى في البلاد . كانت آمالنا أكثر بكثير مما حصل في الواقع ، كانت الشعارات تستهوينا في السجن فالاشتراكية كانت بالنسبة إلينا شعاراً جميلاً يطرح العدل بدل التسلط والاستبداد والفقر وكانت الأنباء الواردة من مصر وسوريا وصوت العرب ـ تزيد الناس طموحاً وآمالاً.

·      هل طلب منك البدر الوقوف إلى جانبه في الأسبوع الذي تولى فيه الحكم؟

§      رفض إطلاقي من السجن . أطلق كل السجناء في كل مكان وأبقاني . وجاءته وفود من حاشد وبكيل للتوسط من أجل الإفراج عني لكنه رفض.

·      لماذا؟

§      لم يقدم سبباً للرفض لكن ما هو معروف أن البدر خيب أمل الناس فيه من اليوم الأول لتسلمه للحكم، فبعد دفن والده مباشرة ذهب إلى الجامع الكبير وألقى خطبة شهيرة أكد فيها أنه سيسير على خطى والده وسيتبع سياسته الرشيدة فضرب بذلك كل الآمال المعلقة عليه، وانطلق الضباط في ثورتهم.

·      كيف كانت علاقتك بالزبيري (شاعر الثورة اليمنية وأحد أهم رموزها)؟

§      علاقة روحية كان الزبيري بمثابة النور الذي نقتبس منه وكانت كتبه تصلني إلى السجن ومنها كتاب جزر واق الواق وهو رواية عجيبة يتخيل فيها أنه دخل إلى الجنة والتقى هناك الوالد وأخي حميد.

·      …وعلاقتك بالقاضي عبد الرحمن الإرياني خلف المشير عبدالله السلال في الحكم؟

§      كانت علاقتنا وثيقة وقوية ، التقيته مراراً في مقام الإمام كان مرجعاً كبيراً من مراجع الثورة . والعقل المدبر للجمهورية والثوار.

·      …وبالمشير عبدالله السلال ؟

§      علاقة جيدة لم أكن أعرفه من زمن بعيد في ذلك الحين كان السلال من ثوار 1948م ومن الذين سجنوا في تلك الفترة لكنه لم يكن الأبرز بين الضباط كان الضابط حمود الجائفي هو الأبرز لكنه خيب الآمال يوم الثورة عندما هرب إلى الحديدة ورفض تولي المسؤولية.

·      من أخبرك بوقوع الثورة وهل تذكر اليوم الأول لإطلاق سراحك؟

§      علمت بالخبر من خلال الإذاعة وكان معي جهاز راديو في السجن كان ذلك صباح يوم الخميس عندها خرجت من السجن وشجعت عامل المنطقة على تأييد الثورة وإصدار برقية تأييد للثورة وهيأت نفسي للسفر صباح اليوم التالي إلى صنعاء بعد الظهر وعندما فرغنا من الغداء والتخزين (مضغ القات) جاءت برقية من السلال إلى عامل المدينة تطالبه بإطلاق الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وإبلاغه الذهاب بسرعة إلى صنعاء جاءني مدير السجن وقال لي من هو السلال؟ أنا لا أعرفه أريد أمراً بإطلاقك من الإمام البدر فأجبته ما عدش فيه إمام هو تحت الأنقاض (في اليوم الأول للثورة أطلقت الدبابات قذائف مدفعية على قصر الإمام وهدمته واعتقد الجميع بأن الإمام قضى تحت الأنقاض) . ورد عليَّ المدير بقوله: هذه أخبار صوت العرب وليست أخبار إذاعة صنعاء : فقلت له . شوف يا شيخ علي أنا موجود عندك في السجن منذ ثلاث سنوات كنا خلالها عبارة عن ضيوف عندك لم تجرحني ولم تتعرض إلي بالإساءة كثر خيرك وأنا شاكر لك . لذلك لا تغير موقفك وتجعلني أغير رأيي فيك. أنا مسافر غداً صباحاً سواء جاء أمر بإطلاقي من السلال أو من السماء. أنا مسافر صباحاً رضيت أم كرهت. فأجابني أنت محبوس عندي منذ ثلاث سنوات وغدا تكون ضيفي ما عدنتش محبوس، وتأتي إلى منزلي ونتغدى وتمشي. وكان بيته قريباً من السجن قلت له تمام.

في الليل سمعنا من إذاعة لندن أن الإمام البدر خرج من تحت الأنقاض وتوجه إلى جبال حجة المنيعة. وقد حصل ذلك بالفعل فقال لي أحد المرافقين إنه إذا سمع الشيخ علي هذا النبأ يمكن أن يسلمك هدية إلى البدر وطلب مني السفر ليلاً فقلت والله لن أمشي إلا في الصباح وفي الصباح صلينا الفجر ومشينا.

·      كيف انتقلت من حجة وبأية وسيلة؟

§      أولاً على الحمير إلى أن وصلنا إلى عبس ومنها استأجرنا سيارة وبدلناها بأخرى في الزيدية ووصلنا نهار السبت إلى الحديدة ويوم الأحد إلى صنعاء.

·      هل تذكر المشهد في صنعاء ذلك اليوم؟

§      كان المشهد عظيماً منذ سمعنا الخبر في الإذاعة كان الشباب المؤيدون للجمهورية يرقصون في كل مكان. وكانت القبائل تستقبلني في كل مكان نزلت فيه بالتظاهرات. وأذكر أن مدينة عبس خرجت بأسرها لاستقبالنا.

·      هل كانوا يعرفون سلفاً بوصولك؟

§      لا .. لا.. نحن وصلنا إلى منزل خارج المدينة لاستطلاع رأي الناس في الثورة فانتشر الخبر وخرجت المدينة لاستقبالنا وقدمت إلينا الضيافة وألقيت خطب عظيمة. ووصلت إلى صنعاء ليلاً وفي صباح اليوم التالي خرجت لمطاردة البدر.

·      من كان معك؟ جنود أم رجال قبائل؟

§      كانت معي حاشد بأسرها عندما وصلت إلى خمر (أحد مراكز آل الأحمر بالقرب من صنعاء) كان الناس يستقبلونني بالأعراس ويخرجون سلاحهم من بيوتهم ويلتحقون بي لمطاردة البدر ووصلنا إلى تهامة وهناك التقينا جيشاً يقوده مجاهد أبو شوارب وكان مؤلفاً من مقاتلين من حاشد ومن ضباط نظاميين في الجيش.

·      هل تقدر عدد الذين طاردوا البدر؟

§      بالآلاف كانوا يلتحقون بي فور علمهم بوجودي لم نأخذ معنا شيئاً من صنعاء كنا نقاتل بوسائلنا الخاصة طاردنا الإمام لمدة سنة على نحو متواصل وقاتلنا في مناطق كثيرة وكنا نطوع المتمردين تدريجياً.

·      ألم تخش من الثأر القبلي بسبب هذا القتال؟

§      لا .. لا لم تكن القبائل تعتمد الغدر أو العيب. لا تلك التي مع الملكيين ولا التي مع الجمهوريين لكن القتال لم ينته خلال سنة بل ظل قائماً حتى العام 1969 واستمر التمرد بعد ذلك في لوائي صعدة وحجة.

·      كان واضحاً أن لحاشد دوراً مهماً في حماية صنعاء والثورة؟

§      هذا معروف عند الكتاب والسياسيين والمؤرخين والقبائل والمشايخ، معروف عند كل الناس أن حاشد حمت الثورة والنظام الجمهوري (الجمهورية حقنا) . والدافع الوحيد لحاشد في حينه هو الثأر للوالد ولحميد، وإلا فإنهم كانوا سيتصرفون كما تصرفت القبائل الأخرى لكنهم كانوا يريدون التكفير عن خطيئتهم وتفاشلهم عندما أعدم الوالد وحميد . ويريدون التعويض عن ذلك.

·      بمعنى أخر اعتذروا منك؟

§      اعتذروا بالدماء وبحماية الثورة.

·      هل تقدر عدد الذين قتلوا من حاشد في تلك المعارك؟

§      لم يكن يومها السلاح فتاكاً ، ولكن سقط كثيرون من خيرة شباب حاشد.

·      ما الذي فعلته خلال حصار الـ70 يوماً الذي فرضته جيوش البدر على صنعا وكاد أن ينهي الجمهورية؟

§      كنت في صنعاء وكانت حاشد معي ودافعنا عن الثورة، وهذا معروف لدى الناس ولا حاجة إلى تكراره.


·      هل كانت السنوات الأولى للجمهورية كما كنت تتمنى؟

§      كنا راضين عن التغيير كيفما كان ، ومهما تخللته أخطاء ومساوئ وكان لنا رأينا في الأخطاء واختلفنا مع المشير عبدالله السلال في ذلك. كان مأخذنا الأساسي عليه أنه استسلم للمصريين بالكامل.

·      …لكن المصريين جاءوا لمساعدتكم؟

§      جاءوا بالفعل لمساعدتنا، لكنهم تدخلوا لاحقاً في شؤوننا تدخلاً كبيراً. والسلال سلمهم زمام الأمور . وكان هذا رأي القاضي عبد الرحمن الإرياني والقاضي الزبيري والأستاذ أحمد محمد نعمان. ونحن كنا ملتفين حولهم لأنهم كانوا زعماءنا السياسيين.

·      كان هذا مأخذك الوحيد على السلال؟

§      نعم هذا المأخذ الأساسي ، إضافة إلى الأخطاء التي ارتكبها ، وسياسة التهييج التي اعتمدها.

·      في تلك الفترة هل كانت علاقتك سيئة بالجنود المصريين؟

§      لا، لم يكونوا على اطمئنان إلا معي ومع حاشد. كنا نفديهم بنفوسنا اشتركنا في معارك واحدة خلال سنوات عدة وكنا نضحي من أجل حمايتهم وهم بذلوا تضحيات عظيمة في خدمة الثورة. أما الخلاف معهم فكان خلافاً سياسياً فقط وظل محصوراً في هذا الإطار. كان السلال معزولاً في مصر وكانوا يريدون فرضه علينا. ولا أبالغ في القول أن الصف الجمهوري بأسره كان ضد السياسة التي اعتمدها السلال في ذلك الحين . لهذا السبب أبقاه عبد الناصر عنده وفوجئنا فيما بعد برجوعه وبمحاولة فرضه علينا. لذا اختلفنا مع المصريين، وأذكر أن الحكومة بأسرها ذهبت إلى مصر لمحاورة عبد الناصر وإقناعه، لكنه اعتقلهم وأرسل السلال.

·      لماذا لم تذهب معهم؟

§      لا. كان لي رأي مخالف ، قلت لهم بدلاً من أن تذهبوا إلى مصر تعالوا إلى حاشد لنكون جمهورية هناك في انتظار تسوية الموقف ، وأعتقد بأن ذلك حصل في العام 1966م .

لكنهم رفضوا وأصروا على الذهاب إلى مصر وكان رائدهم في هذا المسعى القاضي عبد الرحمن الإرياني الذي أكد في حينه أنه يرغب في إحراج عبد الناصر عالمياً لكن عبد الناصر لم يحرج واعتقلهم.

كانوا حوالي 40 شخصاً أي الدولة بكاملها في ذلك الحين بما في ذلك كبار الضباط والعسكريون والعلماء. وفي صنعاء جرت عمليات اعتقال كبيرة في صفوف الجمهوريين ولم يبق في الساحة سوى السلال وجماعته أما أنا فخرجت إلى حاشد وتجمع الناس عندي خصوصاً من بقي من المثقفين والضباط والسياسيين اجتمعوا في خمر وظل الحال على ما هو حتى حرب حزيران (يونيو) 1967 عندها دخلنا صنعاء لكننا لم نشمت ، بل طلبنا من عبد الناصر أن يسمح لـ3 آلاف مقاتل من حاشد بالوصول إلى عدن ومنها إلى مصر للدفاع عنها كرد جميل لدفاع المصريين عن الثورة.

·      هل تذكر لقاءاتك مع عبد الناصر؟

§      التقيته في القاهرة مراراً.

·      لماذا لم تناقش معه القضايا المختلف عليها؟

§      لم يكن بيني وبينه اتصال قوي كان تعاملي مع المصريين قائماً على مبدأ مستقل. كان تعامل الند للند.

·      خلعتم السلال بعد ذلك؟

§      خلعناه بعد النكسة جئنا من خمر مع المشايخ الجمهوريين ودخلنا صنعاء ومعنا الضباط والجيش مع دخولنا العاصمة أطلق عبد الناصر السجناء في القاهرة ومن بينهم القاضي الإرياني واجتمعنا في الحديدة وبدأنا نرتب للانقلاب على السلال وما سهل مهمتنا مبادرة السلال بالسفر إلى العراق، فحصل الانقلاب في 5نوفمبر تشرين الثاني 1967. وأدى هذا الانقلاب إلى حماية الثورة والجمهورية لأنه لو استمر السلال لكانت الجمهورية سقطت ذلك أن الصف الجمهوري لم يكن راغباً في الالتفاف حول السلال وفي الدفاع عن حكمه وإنما عن الجمهورية.

كانت هذه المناسبة هي الأولى التي يتحالف فيها الضباط والمشايخ والسادة والقضاة في معركة واحدة؟

كنا معاً من أول الثورة.

·      أقصد المرة الأولى من دون تدخل الجيش المصري؟

§      نعم تحملنا المسؤولية لم يكن لدينا أحد نعتمد عليه اعتمدنا على أنفسنا وعلى الله سبحانه وتعالى.

·      كيف تصف هذه الفترة فترة القاضي عبد الرحمن الإرياني؟

§      كانت فترة ذهبية فريدة في حكم اليمن.

·      لكنها لم تكن مستقرة سياسياً؟

§      بالعكس كانت فترة استقرار وحكم ديمقراطي ولم تشهد اليمن مثيلاً لها وكان الحكم فيها مبنياً على قناعة والاستقرار على قناعة وليس على تحالفات مصطنعة وكان القاضي الإرياني عادلاً وعالماً وديمقراطياً لكنه ويا للأسف ترك في نهاية هذه الفترة الحبل على الغارب للأحزاب والتيارات اليسارية. وجاءت الثورة الشيوعية في عدن لتصب الزيت على النار لم يواجه الإرياني هذا المد الخطير كما ينبغي بسبب بعض العناصر التي التفت حوله. لهذا اختلفنا معه.

·      ما الضرر الذي كان يمكن أن ينشأ عن وجود أحزاب؟

§      في تلك الفترة كان التيار اليساري يطغى على كل شيء وكان مرتبطاً بعدن ويرغب في تصدير الثورة الشيوعية إلى اليمن وإلى الجزيرة العربية لم يواجه القاضي عبد الرحمن هذا المد وهذا التيار الخطير وترك له الحبل على الغارب.

·      ماذا كان مصدر الخطر الفعلي؟

§      لقد وصلت الجيوش الشيوعية إلى إب وإلى المناطق الوسطى واحتلت البيضاء وقعطبة وكادت أن تحتل اليمن (1972) هذا هو الخطر.


·      في هذه الفترة كنت رئيساً لمجلس الشورى؟

§      قبل ذلك في العام 1969 شكل المجلس الوطني من أجل العمل بشيء من الديمقراطية واختيرت لهذا المجلس نخبة وطنية وشعبية مهمة من 45 شخصاً. وكان المجلس يتمتع بسلطة تشريعية من ضمنها سن القوانين ووضع دستور للبلاد وبالفعل وضعنا الدستور الدائم وهو الدستور الأول لليمن في العهد الجمهوري ثم جرت انتخابات لاختيار مجلس للشورى مؤلف من 150 عضواً، وكانت انتخابات نزيهة في المناطق التي يسودها الأمن والاستقرار وأقل نزاهة في المناطق المضطربة التي سادتها التزكية أكثر من الانتخابات الحرة والنزيهة وفي الجلسة الأولى انتخبت رئيساً بالإجماع. وظل هذا المجلس يقوم بوظائفه إلى أن حله إبراهيم الحمدي سنة 1975م.

·      لكن الشائع أنك تقدمت باستقالتك من رئاسة المجلس للمقايضة باستقالة القاضي الإرياني؟

§      يوجد شيء من هذا النوع.

·      ما هي علاقتكم بالمتهمين في قضية تحطيم المزارات والأضرحة في عدن قيل إنهم ينتمون إلى الإصلاح؟

§      لا يدعي تنظيمنا إنه الممثل الوحيد للإسلام والمسلمين في اليمن، إنه تنظيم سياسي إسلامي لسنا مسولين عن الأفكار الإسلامية ذات المناهج المتعددة ولا نمثل كل الاتجاهات الإسلامية نحن نمثل اتجاهاً واحداً وهو إسلامي عربي يمني معتدل ومنصف للآخرين إسلام يتسع للآخرين ويؤمن بحقوق الآخرين وبالديمقراطية للجميع. هذا هو تنظيمنا أما الذين اتهموا بما حدث في عدن فنحن براء منهم.

·      هل تتفهمون دوافعهم؟

§      اختلفت الأقوال والروايات عن دوافعهم، بعضها يقول أن لهم دوافع شخصية نابعة من ثقافتهم السلفية المتشددة وإنهم يعتبرون أن كل شيء مخالفاً لما كان في عهد الرسول والخلفاء الراشدين هو مجرد بدعة، ومن هذه البدع الأضرحة وزيارتها والتبرك بها. وهناك روايات أخرى تقول أن دوافعهم خارجية أو داخلية في كل الحالات هم يمثلون تياراً من بين التيارات المنتشرة في اليمن وغير اليمن. إنهم شبان مندفعون وطائشون لا نتحمل مسؤوليتهم وليست لنا علاقات تنظيمية أو سياسية معهم.

·      هل يوجد أفغان في صفوفكم؟

§      مصطلح الأفغان لا يرتكز إلى المنطق لقد جاهد مسلمون في أفغانستان بدوافع إسلامية لأنهم مؤمنون بالجهاد وهو أقدس المقدسات ويعتبر ذروة الإسلام . كان بينهم يمنيون ومصريون وجزائريون وغيرهم لا يعني ذلك أن من ذهب منهم إلى أفغانستان وعاد يجب أن يتبنى شعار العنف في الضرورة وأنه إرهابي. هذا ظلم، هنا ألفت النظر إلى أن الطائشين موجودون في كل مكان ويمكن أن نجدهم بين فئات لم تجاهد لا في أفغانستان ولا في غيرها.

·      بهذا المعنى يمكن القول أن في صفوفكم أفغاناً عاقلين؟

§      (محتداً) لماذا تسميهم أفغاناً إنهم مصريون وأردنيون وجزائريون… لقد سافروا إلى أفغانستان بجوازات سفر شرعية من بلدانهم وبموافقة دولهم ثم عادوا بعد انهيار الشيوعية فلماذا نسميهم أفغاناً ونصر على التسمية بما يوحي أنهم مصابون بالكوليرا أو الطاعون؟ إنهم إخواننا . وأذكر الجميع بأننا في اليمن شعب مسلم وليست بيننا أقليات غير مسلمة.

·      ما عدا اليهود؟

§      لا يعدون شيئاً، ولا واحد في المئة. هم أقل من ألف شخص. لا يوجد في اليمن فرد واحد ليس مسلماً. لا أقليات دينية ولا أقليات عرقية. ليس بيننا خليط من المهرة حتى الحديدة . أكثر من ذلك لا توجد بيننا أقليات غير يمنية عربية قحطانية. نحن الشعب الفريد في العالم العربي الذي يمثل هذه الحالة.

·      ولكن توجد في عدن كنائس…؟

§      (مقاطعاً) كانت عدن مستعمرة بريطانية وبالتالي مقر إقامة للوالي البريطاني وللموظفين والتجار والعسكريين البريطانيين كانت عروس البحر وعروس الجزيرة العربية كانت مزدهرة ازدهاراً كبيراً وكانت ميناء وممراً للاستعمار البريطاني في شبه القارة الهندية. واستمر هذا الاستعمار 134 سنة وكان لا بد من وجود كنائس لخدمة المقيمين وللصلاة ولأيام الآحاد والأعياد.


·      لقد جرى التعرض لهذه الكنائس أخيراً فهل أنتم مع إزالتها؟

§      لا . أبداً. نحن مع بقائها كمعلم تاريخي ومكان للعبادة لإحدى الديانات السماوية.

·      صارت الشريعة الإسلامية في التعديلات الدستورية الأخيرة المصدر الوحيد للتشريع وينص الدستور اليمني على اعتماد الديمقراطية كنظام سياسي فكيف يمكن التوفيق بين الشريعة من جهة والديمقراطية التي ترتكز على حضارة مختلفة عن الحضارة الإسلامية؟

§      نحن نعتقد بأنه يمكن التوفيق بين المفهومين . تخاف الأنظمة العربية والتيارات اليسارية من حكم الشريعة لأنها تمارس السلطة وفق قوانين وضعية وهي مارست الظلم ضد الشعوب وخرجت على العدل وفق القوانين الوضعية، لا تعارض في نظرنا بين الديمقراطية والشريعة فالإسلام دين الحرية والمساواة والعدل والرحمة والشريعة وجدت العدل والإنصاف في كل الدنيا وهي سائدة في اليمن بحمد الله إنها الفيصل في كل قضايانا.

·      ما دام أن الشريعة سائدة بينكم فلماذا اختلفتم عليها؟

§      لأن دستور دولة الوحدة ناتج من اتفاقنا مع النظام الشيوعي الذي كان يحكم المحافظات الجنوبية قبل الوحدة ، لقد وجدت ثغرات في هذا الدستور وهي من خارج الشريعة ما حصل كان عبارة عن ورقة وفاق بين الدستور الإسلامي في الشمال والنظام الشيوعي في الجنوب وعندما أعلن الدستور في دولة الوحدة اليمنية (لم يكن ينص على الشريعة بوصفها مصدراً وحيداً وإنما مصدراً أساسياً للتشريع) عارضه الشعب في الشمال والجنوب بسبب هذه النقطة وطالب بتعديله لذا وعد الرئيس علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض نائب الرئيس آنذاك، بتعديل الدستور وإعادة المادة الثالثة المتعلقة بالشريعة كما كانت قبل الوحدة في دستور الشمال نحن لم نطالب بشيء جديد وإنما بما هو موجود وبما يمثل قناعة كل الشعب اليمني وإرادته.

·      التعريف اليوناني للديمقراطية يقول : إنها حكم الشعب لنفسه بنفسه، وتطبيق هذه القاعدة يتم عبر التمثيل النيابي والتمثيل يعني خضوع الأقلية للأكثرية في البرلمان لنفترض أن الأكثرية اليوم وهي للمؤتمر الشعبي والإصلاح قد أصبحت أقلية في الانتخابات المقبلة وأن الأكثرية صارت للبعث والناصري والاشتراكي فهل تخضعون لهذه الأكثرية؟

§      نحن نؤمن بالديمقراطية إلا ما يتعارض منها مع حكم الله سبحانه وتعالى إن أي جانب من جوانب الديمقراطية المنفتحة في الغرب يكون متعارضاً مع نص من نصوص الشريعة نعارضه ولا نقبل به.

·      في هذه الحالة سيكون محكوماً على الاشتراكي والبعثي والناصري بأن يظلوا أقلية مدى الحياة؟

§      نحن إذا اختلفنا في شيء نحتكم إلى كتاب الله وسنة رسوله.

·      معنى ذلك أن الأكثرية إذا كانت لغيركم في البرلمان وإذا أرادت هذه الأكثرية تعديل الدستور فإنكم ترفضون لأن الدستور لا يمس كونه مستنداً إلى الشريعة؟

§      إنه مستند إلى الشريعة والشعب في الماضي والحاضر والمستقبل إن شاء الله.

·      لكن ذلك يتعارض مع المبدأ الديمقراطي الذي ينص على التداول السلمي للسلطة . كيف يمكن أن يحصل هذا التداول ما دام أنه ليس في وسع فريق غير إسلامي بالمعنى السياسي. أن يصبح يوماً صاحب غالبية؟

§      لا.. لا يوجد تعارض . إذا وصل الأمر إلى حزب من الأحزاب وتمكن من الحصول على الغالبية فله الحق في أن يكون الحاكم من بين صفوفه. لكن الحاكم سيكون مطالباً من الشعب بألا يحيد عن الشريعة إلا في حدود المصلحة العامة التي لا تتعارض مع الشريعة.

·      تريد القول أن علمانياً لن يحكم اليمن ذات يوم؟

§      أبداً . أبداً حتى لو فنينا. الشعب لا يمكن أن يقبل . لا يمكن (رددها أكثر من ثلاث مرات).

·      والناصري يمكن أن يحكم؟

§      الناصري ليس علمانياً والبعثي الآن ليس علمانياً.


·      تطبيق الشريعة يعني التزام الحدود (قطع يد السارق ورجم الزانية..) ؟

§      هذا موجود منذ ما قبل الوحدة وكان معمولاً به في عهد الوحدة كانت اليد تقطع ، وعلي سالم البيض موجود (في صنعاء) هناك ضوابط كثيرة للحدود بل كثيرة جداً. والشهادة في الحدود أصعب بكثير من الشهادة في القوانين الأخرى.

·      أنتم تسعون إلى نشر المعاهد التعليمية الإسلامية في المحافظات الجنوبية والشرقية…

§      (مقاطعاً) العكس هو الصحيح أهالي هذه المحافظات يأتون إلينا وإلى الرئيس ويطالبون بفتح المعاهد كل الشعب هناك يأتي إلينا لهذه الغاية.

·      لكن هذا الشعب انتخب لتوه نواباً اشتراكيين بالإجماع في تلك المحافظات فهل يعقل أن ينقلب فجأة؟

§      وهل تتصور أن الانتخابات تمت وفق إرادة الشعب؟

·      أنا لا أتصور شيئاً أطرح سؤالاً فقط؟

§      كان الناس في تلك المحافظات مغرراً بهم أما الانتخابات فقد زورها الحزب الاشتراكي ونوابه لا يمثلون الشعب وإرادته الحقيقية . لقد صرحت بذلك فور إعلان النتائج وما زلت مقتنعاً بأن نواب الاشتراكي في البرلمان لا يمثلون القناعات الحقيقية لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية. لقد أمم الحزب مقاعد تلك المحافظات وأمم إرادة الشعب وأنا قلت ذلك في حينه على الملأ.

·      يبدو لي أنك تنظر إلى الحزب كأنه يمثل مجموعة من المرتزقة في حين أنه قاتل بضراوة خلال الحرب وقتل معه كثيرون من أجل أفكار الحزب ومشاريعه؟

§      نعم قاتلوا، لكن القتال ظل محصوراً بالقوات المسلحة وهي أصلاً مؤلفة بكاملها من حزبيين أما الشعب فليس حزبياً.

·      اقترح بعض النواب أثناء جلسات التعديل الدستوري تغيير اسم الدولة من الجمهورية اليمنية إلى جمهورية اليمن العربية أو الإسلامية فلماذا عارضتم الاقتراح؟

§      لا نحتاج إلى تغيير اسم الدولة فنحن مسلمون واليمن مسلم منذ قرون وهو ساهم في الفتوحات الإسلامية منذ انطلاقتها، وبالتالي لا لزوم لتأكيد ما هو مؤكد واليمن عربي لا يسكنه غير العرب وهو البلد الوحيد الذي ينتمي كل أبنائه إلى العروبة ويرجعون كلهم إلى قحطان.

·      هل تطمحون إلى تولي الرئاسة الأولى في صنعاء باعتبار أن حزبكم سياسي وغاية كل حزب هي الوصول إلى الرئاسة الأولى بالوسائل الديمقراطية؟

§      إننا مقتنعون اقتناعاً حاسماً بأننا لو حصلنا في الانتخابات المقبلة على الغالبية الساحقة فإننا لن نتولى الرئاسة الأولى لأننا مؤمنون بأن المسئولية يجب أن تكون مشتركة بين كل الأحزاب ولا يجوز لحزب أن يستأثر بالسلطة وحده لأن ذلك يؤدي إلى إحداث خلل كبير بالديمقراطية ونحن رشحنا الرئيس علي عبدالله صالح للانتخابات الرئاسية لأنه حقق الانتصار على الانفصاليين.

·      هل تندمجون مع المؤتمر الشعبي العام في المستقبل؟

§      نتمتع نحن والمؤتمر برؤية موحدة لأوضاع البلاد ولكن لكل منا وسائله الخاصة في التطبيق ونحن ضد الاندماج لأنه يلحق الضرر بالديمقراطية فإذا اندمجنا نحن والمؤتمر من يبقى في الساحة؟ أنا كنت ضد اندماج المؤتمر والاشتراكي عندما ناقشا مشروعاً للاندماج قبل الحرب، وذلك للأسباب التي ذكرت وهي نفسها التي تحملني على رفض الاندماج بين الإصلاح والمؤتمر.

·      هل توافقون على صيغة المصارف اليمنية التي تتعامل بالفائدة؟

§      الدولة اليمنية تتعامل مع مصارف ومؤسسات نقدية دولية تعمل بالفائدة وتقول الدولة أنها تتلقى قروضاً من الخارج بفوائد ولا يمكنها بالتالي أن تتعامل بنظام مصرفي آخر. وفي اليمن أناس يودعون أموالاً في المصارف ويعيشون من هذه الأموال وهي مصدر دخلهم الوحيد إذ لا عمل آخر لهم، وإذا حرموا من أموالهم يموتون جوعاً هذا أمر واقع يمكن تجاوزه وللضرورة أحكام.

·      لكن الفائدة هي الربا بنظر المسلمين والربا يدخل في نطاق المحرمات وإذا خيرت بين مصارف تتعامل بالفائدة وأخرى تتعامل بغير الفائدة ما الذي تختاره؟

§      أختار بكل تأكيد المصارف التي لا تتعامل بالربا.

·      طرح الرئيس علي عبدالله صالح شعاراً للحكومة الجديدة هو محاربة الفساد كيف يمكن التصدي لهذه الظاهرة من وجهة نظر إسلامية؟

§      الفساد والرشوة والإهمال والعبث بالحقوق العامة وظلم الناس هذه ظواهر محرمة إسلامياً وغير إسلامية والدولة مسئولة عن التصدي لهذه الظواهر سواء كانت إسلامية أو مسيحية ومسئوليتها كاملة لا لبس فيها . في الدول غير الإسلامية يعاقبون الفاسدين بالسجن أو غيره وفي الدول الإسلامية يعاقبونهم بما يتناسب مع جريمتهم ، خذ أندونيسيا مثلاً ، لقد أعدموا شخصاً قبل أسبوع لأنه يتاجر بالمخدرات . والمخدرات مصدر للفساد.

·      هل من الجائز إقامة الحد على الفاسدين؟

§      الفساد أنواع: فهناك الفساد الأخلاقي والسرقات والرشوة وغيرها والشريعة الإسلامية حددت أنواع العقوبة اللازمة لمرتكبي هذه الأعمال وأكدت على الحدود عندما يتعلق الأمر بجرم يستلزم تطبيق الحدود. أما ما يتصل بجرائم أخرى فعقوبتها السجن والغرامات وغيرها. والجرائم التي لا ينطبق عليها النص الشرعي الصريح أي تطبيق الحدود فإن المحاكم الشرعية مكلفة بإيجاد الحكم الملائم.

·      أشار الرئيس علي عبدالله صالح إلى أن مجلس النواب يتحمل مسئولية مراقبة ومكافحة الفساد؟

§      للمجلس حق المراقبة وهذه المراقبة يمكن أن تشمل كل الميادين العامة ولا سيما منها الإصلاح المالي والإداري.

·      إذا فشلت الحكومة في ضرب الفساد هل تطالبون باستقالتها؟

§      لا تحصل الحكومة على ثقة المجلس إلا بعد تقديم شيء ما . تلتزم الحكومة ببيانها فتواصل الحصول على ثقة المجلس وإذا قصرت فلمجلس النواب الصلاحية الكاملة لسحب الثقة منها ومحاسبتها وهذا الأمر معمول به في كل المجالس النيابية في العالم.

·      قبل الانتقال إلى الأسئلة المتعلقة بالسياسة الخارجية أود معرفة رأيكم في ما يقال أن الشيخ الأحمر هو صمام الأمان للحكم في صنعاء فهل ينطبق هذا الوصف على الواقع؟

§      بعض التمجيد والثناء نابع من قناعات وبعضه الآخر صادر عن مجاملات وإطراء. في اليمن وفي غيره من البلدان توجد عناصر يكمل بعضها بعضاً وتسعى إلى حفظ التوازن في البلاد والسير بها إلى الأمام.

·      سؤالي الأخير يتصل بالجزائر ، أنتم بطبيعة الحال من جيل أيد الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي ويؤيد اليوم الجبهة الإسلامية للإنقاذ أليست في الأمر مفارقة؟

§      لم تنتصر الثورة الجزائرية إلا بالإسلام ولكن الثورة التي جاءت إلى الحكم بجبهة التحرير الوطني اعتمدت نظاماً اشتراكياً وابتعدت عن الإسلام والنظام الاشتراكي هو الذي دمر اقتصاد الجزائر وعلى رغم ذلك واصلنا تأييد الجزائر ما دام الشعب الجزائري يؤيد إلى أن صارت الانتخابات وأصبح الشعب يطالب بتغيير هذه السياسة التي دمرت البلاد واقتصادها وأفقرت الجزائر وهي من أغنى الدول العربية واستجاب الرئيس بن جديد وفتح الباب للديمقراطية لكن الجيش وقف ومن ورائه دول غربية وعربية ضد الديمقراطية فأدى ذلك إلى ضرب الديمقراطية وضرب الاتجاه الإسلامي معاً . من هذا المنطلق نتعاطف مع الشعب الجزائري ونحن الآن نبارك الحوار القائم بين الطرفين ونعتبره الطريق الصحيح وطريق العقل.

·      هل تتعاطفون مع الإسلاميين في مصر؟

§      هناك اختلاف كبير بين ما جرى في الجزائر وما يجري في مصر . في مصر لم تقع انتخابات أما في الجزائر فوقعت انتخابات حرة شهد بها العالم وتكالبت عليها دول العالم. في مصر لم يحصل شيء من هذا .

 


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp