الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر للشرق الأوسط 2/ ديسمبر /1994م : نحن جادون لإنهاء القطيعة مع دول الخليج

 

صحيفة الشرق الأوسط - 2/ ديسمبر /1994م

 

-       نحن جادون لإنهاء القطيعة مع دول الخليج

 

لم يكن من السهل التعرف على شخصية عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني, وهو يتجول في مدينة الرباط التي زارها عدة مرات في مؤتمرات عربية وإسلامية فقد جاء هذه المرة في زيارة خاصة( كما قال), وكان مرتدياً بدلة عصرية أنيقة بعد أن خلع لباسه التقليدي اليمني بعيداً عن قبيلة حاشد التي يعتبر كبير مشائخها.

أدت إقامة الشيخ الأحمر في فندق حياة ريجنسي في الرباط إلى تدفق الزوار, يمنيين وغير يمنيين لتحيته, وهناك تحدث إلى "الشرق الأوسط" باعتباره رئيساً لمجلس النواب اليمني, حول الموضوع الاقتصادي في بلاده, والإجراءات التي تعتزم الحكومة اتخاذها قريباً لتجاوز الضائقة الاقتصادية.. وكذلك حول نتائج حرب اليمن وعلاقات اليمن مع جيرانه, ورغبة صنعاء في تحسين العلاقات مع دول الخليج.

وباعتباره زعيماً لحزب التجمع اليمني "للإصلاح" تحدث الشيخ الأحمر عن حقيقة تحالفه في الداخل مع المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس علي عبدالله صالح, وعلاقته مع الجبهة القومية الإسلامية الحاكمة في السودان, كما تحدث بصراحة, باعتباره شيخ مشائخ قبيلة حاشد, عن دور القبيلة في السياسة اليمنية وعلاقتها بالدولة, وفي ما يلي نص الحوار:

 

·      هل أجريت اتصالات مع مسؤلين أم سياسيين مغاربة؟

§      الحقيقة أن مجيئي للمغرب حدث في إطار زيارة خاصة, وليست لدي مهمة رسمية, وحتى الآن لم ألتقي أي مسئول مغربي, ولدينا الرغبة في الالتقاء بمسئولين سياسيين في الأحزاب المغربية, لكننا لم نرتب لها.

·      تدار دفة الحكم في اليمن الآن من عدن باعتبارها عاصمة شتوية هل يناسبكم أن تكونوا هناك بعيداً عن صنعاء؟

§      أعتبر اليمن كلها منزلي سواء صنعاء أو عدن أو الحديدة أو حضرموت.

·      لكن عدن تذكركم دون شك بالأحداث المأساوية التي شهدها اليمن قبل عدة أشهر ؟

§      عدن وأبناء عدن تنفسوا الصعداء بعد تطهير مدينتهم من الانفصاليين وقيادة الحزب الإشتراكي الذي ارتكب خلال السنوات التي حكمها كل الجرائم ضد عدن وأهلها, والعدنيون يعتبرون دخول القوات الشرعية لمدينتهم إنقاذاً لهم.

·      ما هي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية لتجاوز الماضي ودعم الثقة في الساحة السياسية اليمنية؟

§      دعم الثقة بين من ومن؟

·      أعني مع القيادات الجنوبية التي توجد في الخارج منذ انتهاء الحرب؟

§      هؤلاء لم يعودوا قيادة لأحد ولا يمثلون إلا أنفسهم.

·      لكن الرئيس علي عبدالله صالح تحدث أخيراً عن اهتمامه بإجماع اليمنيين وعلى طي صفحة الماضي وعودة الجميع؟

§      القيادة السياسية الشرعية في اليمن أعلنت عفواً عاماً عمن ارتكبوا جريمة تفجير الحرب وإعلان الانفصال ماعدا نفر قليل من القيادات الموغلة في الجريمة.

·      وكيف ستتعاملون مع اتجاه القيادات الموجودة في الخارج لتكوين معارضه في الهجرة؟

§      من بقى في الخارج من هذه الشخصيات فهم يعتبرون غوغاء لا يمثلون أحداً.

·      ألا يزعجكم أن صدى تحركات هؤلاء ملحوظ في بعض العواصم الغربية على الأقل؟

§      لم نعد نسمع إي إثارة أو كلام عنهم من قبل الأوساط الرسمية في الغرب.

·      وهل تلقت الحكومة اليمنية خطابات في هذا الشأن من الدول العربية والدول الغربية التي يوجد بها هؤلاء؟

§      أساساً توجد بين الدول مواثيق دولية تقضي بأن أي دولة تقبل فاراً من بلد آخر كلاجئين سياسيين تلتزم بألا تسمح لهم بأي نشاط, وقد أبلغنا الإخوة في سلطنة عمان تحديداً في هذا الشأن منذ الوهلة الأولى, أما الحكومات الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية فقد كانت مواقفها واضحة مع الوحدة والشرعية منذ اليوم الأول وحتى أيام الحرب.

·      اليمن بلد عريق في حضارته, وحضور التقاليد والتراث في حياته المعاصرة بارزاً لكن يظهر أن القبيلة فيه أكبر من الدولة؟

§      الحمد لله نحن في اليمن لدينا شعب ودولة متوازنان, لكن بعض البلدان فيها دولة أكبر من الشعب, أما اليمن فإن الشعب موجود ويعبر عن آرائه بكل حرية وديمقراطية.

·      هل تقصدون بالشعب حضور القبائل في الحياة السياسية؟

§      نعم القبائل تعبير شعبي وحضورها من مظاهر الديمقراطية في اليمن.

·      وعندما يغلب حضورها على المؤسسات والقوانين وتصبح هي الوجه للسياسة؟

§      الحقيقة خلاف هذا القول. والقبائل اليمنية هي مع الدولة في كل زمان,مهما كانت قوتها, وهي أيدي الدولة وعيونها ومهما كانت شوكة القبائل قوية فهم أمام الدولة منقادون وأمام القانون ملتزمون وهو السائد الآن, فهم لا يخالفون القوانين ولا يرفضون تطبيقها.

·      يشعر عدد من المراقبين للتطورات والأحداث السياسية في اليمن بالتركيز على الدور الحاسم للقبيلة, مثلاً في أحداث الإنشقاق بالحزب الإشتراكي سنة 1986 والأحداث الأخيرة أيضاً؟

§      الظاهرة التي برزت أثناء الصدام الدامي داخل الحزب الإشتراكي في عدن سنة 1986م وما سبقها من أحداث, تعتبر من الظواهر المنبوذة عندنا في اليمن. وهي من مساوئ الحزب الإشتراكي الذي وجد في جنوب اليمن ورغم أنه كان حزباً شيوعياً ماركسياً يمارس الأساليب القمعية والدموية الموروثة عن ستالين و أمثاله, فقد كان يوجد بأعمالهم تعصب مناطقي وكان الصراع الدائر بينهم تتجلى فيه الأيديولوجية والمناطقية في نفس الوقت, وهذا ما حصل بموضوعية أيام الحكم الشيوعي في عدن والمناطق الجنوبية.

·      ولكن عندما وقعت الأحداث الأخيرة, اتهم قياديو الحزب الإشتراكي الحكومة اليمنية في صنعاء, بأنها تدير السياسة بأساليب قبلية وتضمن بيان إعلان الانفصال تأكيداً على مفاهيم دولة القانون والمؤسسات باعتبارها متعارضة مع ذلك الأسلوب القبلي؟

§      يتميز الشيوعيين في اليمن بأساليب خبيثة جداً, خصوصاً في ما يتصل بطرق الدعاية وأساليبها بهدف جعل الناس يفهمون عكس الواقع, وفعلاً  ينطبق عليهم قول الشاعر, رمتني بدائها وانسلت, فهم المصابون بهذا الداء في الحقيقة.

·      حالياً يوجد تحالف بين حزب" الإصلاح الذي تتزعمونه والمؤتمر الشعبي الذي يترأسه الرئيس علي عبدالله صالح في إطار الحكومة القائمة, إلى أي حد يمكن الحديث عن سلامة هذا التحالف؟

§      أفضل أن أطلق عليه مصطلح " ائتلاف" والائتلاف القائم بين الحزبين حقيقي وليس شكلي.

·      لكن بعض الأعضاء داخل حزب "الإصلاح" يشككون في جدوى الائتلاف مع قيادة "المؤتمر الشعبي" والرئيس علي عبدالله صالح؟

§      مثل من؟

·      برز هذا التوجه مثلاً في مؤتمر حزب الإصلاح الذي عقده أخيراً؟

§      أحياناً تسائل بعض العناصر قيادتها حول أمور وتوجهات الحزب وهذا أمر منطقي, ومن حقهم كأعضاء في الحزب طرح التساؤلات حتى يطمئنوا عل مسار الحزب.

·      وكيف أقنعتموهم  بذلك؟

§      طرحنا لهم الحقائق والأمور القائمة بين "الإصلاح" والمؤتمر" وهي قواسم مشتركة كبيرة, فمثلاً " الميثاق الوطني" يعتبر الدليل النظري لنا جميعاً وعناصر حزب "الإصلاح" كانوا في المؤتمر قبل تأسيس حزبنا, وكانوا من مؤسسي "المؤتمر".

ومن القواسم المشتركة إجماعناً على أن الشريعة الإسلامية هي مصدر كل التشريعات وإجماعناً أن الإسلام عقيدة وشريعة, وأن الوحدة والثورة والجمهورية من الثوابت التي لا يجوز المساس بها أو المساومة عليها, من أجل كل هذه القواسم المشتركة وقفنا في خندق واحد للدفاع عن الوحدة اليمنية.

·      وقفتم في خندق واحد ضد الحزب الإشتراكي؟

§      ضد الانفصال والانفصاليين الخونة وليس ضد الحزب الإشتراكي وليس أيضاً ضد محافظة عدن أو لحج أو غيرها وهذا أمر غير وارد, لأن معظم أبناء هذه المحافظات كانوا في مقدمة الجيوش وكانوا أشد العناصر والوحدات التي واجهت الانفصال.

أما عناصر الحزب الإشتراكي الذين ساندوا الوحدة ورفضوا الانفصال, فهم يتمتعون بحريتهم كاملة, ولهم صحفهم وأنشطتهم, ولهم مقاعدهم في مجلس النواب والأمين العام الجديد للحزب الإشتراكي على صالح عباد يتولى منصب نائب رئيس مجلس النواب,  وبيننا تعاون كامل.

·      هل ستقدم نتائج حرب اليمن موعد الإنتخابات التشريعية أو الرئاسية؟

§      لن يكون لنتائج الأحداث تأثير على مواعيد الإنتخابات فهي لا تؤخرها ولا تقدمها والانتخابات البرلمانية ستكون بعد نهاية ولاية مجلس النواب الحالي( 4 سنوات) في موعدها ربيع سنة 1997. أما الإنتخابات الرئاسية فقد تمت بعد تعديل الدستور, وبانتهاء الولاية الرئاسية (5 سنوات) ستكون الإنتخابات الرئاسية.

·      أعلن الرئيس علي عبدالله صالح اعتزامه على القيام بجولة على عدد من العواصم العربية فما هو الجديد الذي يحمله في جولته العربية؟

§      سبق للرئيس أن قام بزيارة لسلطنة عمان, وفعلاً سيقوم قريباً بزيارة مصر والسودان فبالنسبة للسودان تعتبر زيارة الرئيس تلبية لدعوة سابقة من الرئيس السوداني عمر البشير, رداً على زيارة قام بها لليمن. وبالنسبة لمصر ستتركز الزيارة حول مناقشة قضايا كثيرة ثنائية وعربية وعالمية لأن مصر- دولة وشعباً- تحتل مكانة كبيرة في العالم العربي.

·      هل علاقتكم مع مصر هي أفضل مما كانت علية الأمور قبل أحداث اليمن أم هي أسوأ؟

§      الآن علاقتنا مع مصر أحسن مما كانت عليه أيام الأحداث.

·      وهل هي أحسن مما كانت قبل الأحداث؟

§      ستكون أحسن بكثير عندما تتم زيارة الرئيس اليمني على عبد الله صالح لمصر.

·      هل سيطلب اليمن من المصريين تحسين العلاقات اليمنية- العربية التي تضررت أيام الأحداث؟

§      نحن لا نحتاج إلى وساطات بيننا وبين الخليج العربي لأننا أقرب إلى بعضنا البعض وتوجد بيننا وشائج قربى وهي أعمق وأكثر من تلك التي تربطنا بالدول العربية الأخرى, ويعتبر اليمن ودول الخليج أسرة واحدة.

·      لكن أزمة الخليج وأحداث اليمن الأخيرة حملت مشاكل كثيرة للعلاقات اليمنية- الخليجية, مثلاً مع الكويت العلاقات جامدة؟

§      يحصل بين الأشقاء والأخوة والأسرة الواحدة مشاكل وهذا أمر طبيعي. لكن أن تكون قطيعة فهو أمر غير طبيعي ولا يمكن أن تظل قائمة وتطول وتستمر لا بين الأقارب ولا بين الأباعد. فما حصل من قطيعة بالأمس بين دولتين يمكن أن يتجاوز في الغد ويحدث تلاحم وتعاون, وهناك من الروابط والوشائج التاريخية ما هو كفيل بإزالة كل الشوائب وما علق في السنوات الأخيرة في علاقات اليمن بجيرانه وأشقائه.

·      يعتبر البعض في الكويت, أن اعتراف العراق بسيادة دولة الكويت وحدودها, جاء متأخراً, فما تعليقكم؟

§      الخطوة تمت سواء جاءت متأخرة أم متقدمة, وهي خطوة إيجابية, وواقعية وموفقة إن شاء الله.

·      وإلى متى ستستمر القطيعة بين الكويت واليمن؟

§      الكويت أدرى بالأمور وعندما يرى الإخوة الكويتيون أن من مصلحتهم إزالة ما في النفوس وفتح صفحة جديدة مع أشقائها من الشعوب والدول العربية, فذاك ما نتمناه.

·      تقصدون ما يطلق عليه الكويتيون بدول الضد التي وقعت مع العراق أيام أزمة الخليج؟

§      من جانبنا في اليمن أدنا العدوان منذ البداية وشجبناه ومعترفون بحدود وسيادة دولة الكويت, وبادرنا بتأييد ما صدر من العراق أخيراً ( الاعتراف بسيادة الكويت وحدودها). ولا وجود لخلافات أساسية بين الكويت واليمن مطلقاً, وإنما هناك خلافات مبنية على شكوك فقط ومن جانبهم هم.

·      ومن جانبكم؟

§      ظهرت لدينا بعض الشكوك أخيراً فقط ومع ذلك فإن أيدينا ممدودة للأشقاء وقلوبنا مفتوحة لتناسي كل شئ وإزالة الشوائب والعودة كما كنا عليه مع الكويت الحبيب.

·      كنتم ترتبطون مع العراق ومصر والأردن بمعاهدات مجلس التعاون العربي الذي انتهى إبان أزمة الخليج, والآن مصر متجهة لاتحاد المغرب العربي, والأردن مهتم بالشرق الأوسط , والعراق تحت الحصار, فهل أصبح اليمن يتيماً؟

§      اليمن قائم بذاته, وهو جدير بأن يقف على أقدامه إذا استدعى الأمر وقوفه كالطود الأشم وبرأيي أن التحالفات  والمحاور جربناها وجربتها الشعوب العربية ومعظمها لم يمر عليه شهر وانتهى, أما الترابط الذي دام فهو مجلس التعاون الخليجي لأنه تعاون بين إخوة وجيران تجمعهم منطقة واحدة, ونحن في اليمن موقعنا الطبيعي معهم.

·      ألا يوجد تفكير يمني بطلب الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي؟

§      أقول لك هكذا, موقع اليمن الطبيعي في هذا الإتحاد أو التجمع تضمنا منطقة واحدة هي الجزيرة العربية, وتربطنا جذور واحدة, وقبل أن نصبح دولاً كنا قبائل الجزيرة يربطها النسب وجذور واحدة.

·      هل يعني ذلك أن ارتباط اليمن باتحاد التعاون العربي, كان قراراً سياسياً خاطئاً ؟

§      ما أكثر القرارات السياسية التي لم يكتب لها النجاح.

·      هل يوجد تصور جديد لدى القيادة اليمنية حالياً لإرساء علاقات أفضل مع دول الخليج العربي, وعلى أسس أمتن؟

§      الدولة والشعب لديهم الحرص الكامل والتأكيد الكبير, لإعادة اللحمة والترابط والتعاون والعلاقات الحميمة والقوية مع أشقائها في المملكة العربية السعودية ودول الخليج, ونحن جادون في إنهاء القطيعة والجفوة وكل الشوائب وسنستمر في نهجنا هذا حتى تعود المياه إلى مجاريها قريباً إنشاء الله.

·      وهل هناك لقاءات قريبة في هذا الاتجاه؟

§      نعم هناك عدة لجان قائمة, وستجتمع قريباً إن شاء وتستأنف عملها, وضمنها لجنة الحدود مع المملكة العربية السعودية, وأهمها اللجنة المشتركة اليمنية- السعودية, وفي هذا الموضوع  هناك  اجتماعات قريبة في بداية السنة الجديدة(1995).

·      لوحظ تقارب بين صنعاء والخرطوم فهل هي علاقات اتفاق أو تحالف سياسي أيديولوجي بين النظامين أم اتفاق مصلحي ظرفي؟

§      لا يمكن القول إن اليمن له تحالف مع السودان ولا مع غيره, وإنما يوجد تآلف بين السودان واليمن يقوم على تجانس في السياسات جعلنا نكون متقاربين كثيراً ومتعاونين.

·      قام بعض زعماء حزب  الإصلاح مثل الشيخ عبد المجيد الزنداني بزيارة الخرطوم وبدوره قام الدكتور حسن الترابي- زعيم الجبهة القومية الإسلامية- بزيارات إلى صنعاء فهل هناك تحالف أصولي للحزبين اللذين يدعمان نظامي الحكم في الخرطوم وصنعاء؟

§      قام الزعيم حسن الترابي بزيارات عديدة لليمن ولم تكن زيارات حزبية للقاء مع حزب "الإصلاح" وإنما كانت زيارات رسمية أو شعبية وجاء لليمن ضيفاً على الدولة, واستقبله رئيس الدولة والتقى به عدد من المسئولين في الحكومة, ولذلك أؤكد أن زيارته كان لها طابع سياسي رسمي شعبي , وليس مقصود بها تنظيماً حزبياً خاصاً, وهي شبيهه بالزيارات التي قام بها لدول المنطقة في الخليج قبل أزمة الخليج, أما الفترة الأخيرة, فهو لم يقم بزيارات لليمن.

·      ولكنها لم تكن زيارات رسمية معلنة؟

§      الدكتور الترابي لا يحتاج لزيارات سرية لليمن.

·      الشيخ الزنداني زار الخرطوم؟

§      لم تكن زيارة سرية.

·      هل أنتم بصدد محاكاة نموذج الحكم في السودان وتحالف الجبهه القومية الإسلامية مع العسكر لاسيما أنكم اعترفتم قبل قليل بالتقارب في التوجهات بين الخرطوم وصنعاء؟

§      ما أخذوه منا أكثر مما أخذناه منهم.

·      ماذا أخذوا منكم؟

§      لدينا حكم إسلامي عريق في التاريخ والشريعة الإسلامية لم ينقطع في اليمن يوماً واحد منذ فجر الإسلام ولم تطغ عليها القوانين الوضعية. أما السودان فقد دخله استعمار وغير تشريعاته وفرض عليه تكاليفاً وقوانين وضعية بدلاً عن الشريعة, وما تم أخيراً في السودان من عودة للشريعة إنما هو عودة إلى الأصل, بدلاً من الوضع السابق للاستعمار. أما نحن في اليمن فلم يدخلنا الاستعمار, ولا غزتنا القوانين الوضعية, ولا قبلها اليمن ولا تعامل بها, والشريعة ظلت كذلك دائماً سائدة وسارية تعالج كل قضايا المجتمع اليمني وستظل كذلك حاضراً ومستقبلاً إنشاء الله.

·      يعيش اليمن ضائقة اقتصادية, من مظاهرها ارتفاع معدل التضخم (أكثر من 50 في المائة) والبطالة (35 في المائة) وعجز في الموازنات واضطراب العملة  فما هي الإجراءات التي اتخدت لتحسين الوضع الاقتصادي؟

§      تمت في الفترة الأخيرة تعديلات دستورية تقضي بأن يكون الاقتصاد والسياسة الاقتصادية خاضعين للسوق وقوانينه وأقرت عده إجراءات لتخصيص المؤسسات العامة وتشجيع الاستثمار الخاص, وشأننا في ذلك كغيرنا من الدول النامية, كانت الدولة مهيمنة على جوانب كبيرة من الحياة الاقتصادية والاجتماعية والآن نحذو حذو الدول التي تسعى لإدخال إصلاحات اقتصادية.

·      هل ستوافقون - كمجلس نواب_على احتمال توجه الحكومة  لزيادة أسعار المواد الأساسية كالقمح والرز والدقيق بناء على توصيات صندوق النقد الدولي؟

§      لن يقف مجلس النواب حاضراً ومستقبلاً في وجه أي أمر فيه مصلحة لليمن.

·      هناك توقعات بأن تفرز تلك الإجراءات متاعب للفئات الاجتماعية الضعيفة؟

§      السر في هذا الأمر هو أسلوب التنفيذ ومراعات الظروف والأوقات لكل فئة لأنه لا يمكن تطبيق قانون يمس مصلحة فئات وشرائح المجتمع في آن واحد, وفي ليلة وضحاها, لابد إذاً من أسلوب مدروس لتنفيذ السياسة الاقتصادية الجديدة, وسنساير هذه الأمور في الحدود التي لا يتضرر منها الناس, ولكن في الحدود التي يستفيد منها اليمن أيضاً.

أما بشأن الصعوبات فهي طبيعية مقارنة بما حدث في الدول النامية التي لديها مثلنا موارد شحيحة ونعمل لتنويع  مصادر الثروة والاقتصاد اليمني, من خلال عمليات التنقيب على البترول والاعتماد على الزراعة, لأن اليمن توجد به مناطق زراعية واعدة.

ولا خلاف بين مجلس النواب والحكومة اليمنية حول ضرورة تشجيع الاستثمارات العربية والأجنبية في القطاعات الاقتصادية والمؤسسات التي يتم تخصيصها, وقد صدرت في هذا الشأن قوانين مشجعة للاستثمار .

 

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp