الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر للشرق الأوسط 13/إبريل/1995م : لا نقبل كلاماً من معارضي الخارج والعفو للعائدين إلى صنعاء

 

الشرق الأوسط - 13/إبريل/1995م

 

-       لا نقبل كلاماً من معارضي الخارج والعفو للعائدين إلى صنعاء

 

أكد الشيخ عبدالله الأحمر، رئيس البرلمان اليمني- على أهمية عمل لجان التعاون السعودية-اليمنية، للعودة بالعلاقات إلى مسيرتها الأولى، بينما شدد هجومه على المعارضة اليمنية الموجودة في الخارج وأتهمها بالخيانة، ورفض إجراء الحوار معها، أو ضمها لقانون العفو العام وقال الشيخ الأحمر في حديث خاص لـ "الشرق الأوسط" أن "اللجنة اليمنية السعودية التي يترأسها مع الأمير سلطان بن عبد العزيز، ستجتمع قريباً للبحث في توطيد أواصر العلاقات، وآفاق التعاون بين الرياض وصنعاء، واستكمال رسم خريطة عمل لجان التعاون، وتحديد مواعيد انعقادها.

وفيما يلي نص الحوار:

·      إلى أي مدى بدأت نتائج مذكرة التفاهم في استئناف تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية واليمن؟

§      أنا أتحدث0 كما قال الأمير سلطان- بأن مصطلح "التطبيع" لا يجب أن نستخدمه في هذا المجال، لأن العلاقات بين البلدين طبيعية. وهناك تبادل للسفراء في صنعاء والرياض، وبالتالي نحن نتحدث عن "آفاق التعاون" وهي التسمية الصحيحة للعلاقة. وأن هناك مرحلة انقضت كان التعاون فيها ضعيفاً. وبعد توقيع مذكرة التفاهم- يجب أن يكون التعاون شاملاً وكاملاً في كل المجالات. وأن تعود الأمور إلى ما كانت عليه في السابق.

·      من المقرر أن تعقد الجولة الثالثة للجنة العسكرية بين البلدين في الرياض هذا الأسبوع، ما الذي توصلت إليه أعمال هذه اللجنة؟

§      شملت مذكرة التفاهم تشكيل 6 لجان" وقد تشكلت بالكامل، ولكنها لم تعمل بعد، باستثناء اللجنة العسكرية التي سبق لها أن اجتمعت مرتين الأولى في الرياض والثانية في صنعاء. والآن تعقد جولتها الثالثة في الرياض. أما اللجان الأخرى فستحدد خلال الأيام القليلة القادمة مواعيد انعقادها. وهذه اللجان هي:

اللجنة العليا: التي يرأسها الأمير سلطان وعبد الله الأحمر للإشراف على أعمال اللجان وتذليل العقبات إن وجدت.

اللجنة الوزارية: وهي معنية بتطوير العلاقات والتعاون وهي مشكلة من ثلاثة وزراء من اليمن وثلاثة وزراء من السعودية وهم وزراء المالية والتربية والتعليم والتجارة والتموين.

لجنة ترسيم الحدود البرية.

لجنة ترسيم الحدود البحرية.

·      متى تستأنف اللجنة العليا التي يرأسها الأمير سلطان أعمالها بالاشتراك معكم؟ وهل هناك خطوات أخرى سيتم الاتفاق عليها؟

§      سوف نلتقي قريباً. وهناك لجان أخرى تعقد، نترك لها المجال حالياً برئاسة عبد القادر باجمال والدكتور عبد العزيز الخويطر، وهذه تعنى بالتفاهم والحوار حول ترسيم حدود المناطق الشرقية، التي لم ترسم بعد، وهي من "جبل الثأر" إلى الحدود مع سلطنة عمان، وهناك لجنة أخرى لإعادة تحديد العلامات من البحر الأحمر إلى جبل الثأر، ولجنة ثالثة "بحرية" التي ترسم الحدود البحرية خاصة أنها لم ترسم في الماضي.

·      ما هو مغزى قرار تسريح 50 ألف رجل من القوات المسلحة و 30 ألفاً من المدنيين؟ وهل لصندوق النقد الدولي دور في هذا الشأن كما قيل؟ أم أن القرار له صلة بأهداف سياسية أخرى. وهي التخلص من العمالة المحسوبة على الحزب الاشتراكي؟

§      هذا القرار أملته علينا الضرورة والمصلحة العامة، خاصة أن الفترة الانتقالية بعد قيام الوحدة فرضت علينا أن نتحمل مليوناً من البشر في سجلات الخدمة المدنية. وسجلات القوات المسلحة والأمن. ونحن نرى أن هذه الأعداد من الجيوش فرضتها علينا اتفاقية الوحدة مع الحزب الاشتراكي، الذي جيش لنا مئات الآلاف، وأدخلهم في سجلات الموظفين، واستمرت هذه التعبئة في ملفات الدولة طيلة الفترة الانتقالية المشئومة. حتى أصبحت الدولة محملة بأعباء لا تستطيع تحملها، ولهذا اتخذنا القرار، لأنه ليس لليمن مخرج إلا التقليل من هذا العدد الكبير، حتى تستطيع البلاد الخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة.

·      لكن ما هو مصير هذه الأعداد التي ستسرح؟ ألا ترون أنها قد تحدث خللاً في التركيبة الاجتماعية في اليمن؟

§      سيكون مصيرها مثل غيرها من البلدان التي تخضع لنصائح البنك الدولي. وخفضت من أعداد الموظفين والجيوش. ورشدت في إنفاقها وفي ميزانيتها، ولكننا لن نترك هذه الأعداد هكذا. فمنهم من يحال إلى التقاعد، ومنهم من ينقل إلى العمل في مكان آخر، ولا مانع من صرف بعض المستحقات المالية.

·      لكن المعارضة اليمنية في الداخل والخارج تؤكد أن الهدف من هذا القرار هو التخلص من العمالة المحسوبة على الحزب الاشتراكي، وإنهاء وجود هذا الحزب داخل البلاد؟

§      الذين سرحوا من أفراد القوات المسلحة كانوا من هنا ومن هناك.

·      تقصد من صنعاء وعدن؟

§      نعم، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن السبب الذي دفعنا أيضاً لاتخاذ هذا القرار. هو الحزب الاشتراكي، الذي فتح الباب من البداية لهذه الأعداد من الجيوش التي لا حاجة لنا بها.

·      لكن يبقى السؤال: هل لديك الرغبة في السعي المتواصل للتخلص من الحزب الاشتراكي كما يتردد؟

§      أنا شخصيا لدي الإيمان الكامل بالديمقراطية والتعددية الحزبية، والمقياس هو الإخلاص لليمن، والعمل من أجل المصلحة العامة للبلاد، وبالتالي فأنا أرفض التعامل مع من يعمل ضد اليمن وضد الشعب، أو ارتكب الخيانة في حق اليمن.

·      لماذا لا تتبنى موضوع المصالحة الوطنية الشاملة في الداخل، كما سعيت إلى تحسين العلاقات والمصالحة الخارجية؟

§      مصالحة بين من؟ ومع من؟ اليمنيون متصالحون إلا مع أعداء اليمن الذين ارتكبوا الخيانة العظمى بإعلان الانفصال، وظلوا على عنتهم للآن، أما من عادوا إلى اليمن سيشملهم العفو العام، والتفاهم والمصالحة لن يكونا إلا داخل اليمن.

·      ماذا عن مصير الائتلاف الحاكم، وما هي نقاط الاتفاق والاختلاف في معالجة الأزمة الاقتصادية الراهنة؟

§      لم تكن هناك أية خلافات جوهرية. وإنما ما يحدث هو خلاف في الرأي والوسائل، وكيفية معالجة الأزمات، لكن الائتلاف مصيره مضمون، ويسير بخطوات ناجحة وجادة، وسيستمر إلى أن تأتي الانتخابات المقبلة ومن بعدها الله يعلم بما تأتي به الأيام.

·      يتردد أن تجمع الإصلاح يسيطر على القرار السياسي في اليمن الآن، وأنه صاحب الكلمة العليا، فما قولك؟

§      وجود حزب الإصلاح أقل من المؤتمر الشعبي العام، ووجوده في المناصب الرسمية أقل بكثير من حزب الرئيس، وبالتالي نحن حزب صغير، وقد دخلنا الائتلاف من أجل تحمل مسؤولية خدمة اليمن، وليست لدينا مطامع في المناصب القيادية.

·      لكن بوصفك شيخ مشايخ قبيلة حاشد، يتردد أنك صاحب الكلمة والقرار في اليمن؟

§      الكلمة العليا هي لله، وما يحدث هو أننا مع حزب المؤتمر الشعبي العام في ائتلاف كامل، مثلاً "علي عبدالله صالح مع عبدالله بن حسين الأحمر، وعبد العزيز عبد الغني مع عبد الوهاب الآنسي" وعبد السلام العنسي مع محمد اليدومي، عناصر الكفاءة في كل حزب تتلاقى، الوزير مع الوزير، وهذه التركيبة هي السائدة، وهي التي تشكل القرار بعد مرحلة المشاركة الديمقراطية، وبالتالي نحن لا نسعى لأية مناصب أو مغانم، أو حتى سيطرة على القرار.

·      ما هو وضع البرلمان اليمني بعد الحرب؟ وما هو وضع أعضاء البرلمان من الحزب الاشتراكي الموجودين حالياً في مصر؟ هل تدعوهم للعودة؟

§      لا يوجد خارج اليمن من كتلة الحزب الاشتراكي أكثر من 10 أعضاء، أما بقية أعضاء الحزب الاشتراكي داخل البرلمان فكلهم موجودون داخل اليمن، ومن هؤلاء العشرة من هو مطلوب للعدالة ومنهم من أختار لنفسه أن يرتبط بالعناصر المطلوبة للعدالة بمحض اختياره.

·      لكن بعض العناصر في الخارج أعلنت الاستعداد للمحاكمة والحوار، ولم تستجب صنعاء حتى اليوم؟

§      هذا الموضوع من اختصاص القضاء و النيابة.

·      لماذا لا يتم تفعيل مبدأ العفو العام، وتعود مجموعة الـ 16 إلى اليمن؟

§      لو أن حزباً مصرياً قام بإعلان الحرب والانفصال، ويملك جيشاً نظامياً قوياً وكان هدفه تقسيم البلاد، ثم هزم هذا الحزب وانتصرت الدولة، وحافظت على وحدة البلاد هنا نسأل: ماذا سيكون موقف مصر وحكومتها؟

·      أتفق معك بأن الموقف صعب، ولكن نحن ندعو لنوع من الارتقاء للاستفادة من قرار العفو العام، الذي أعلنه الرئيس صالح حتى أثناء الحرب؟

§      أعتقد أن السمو الذي أعلنه الرئيس صالح. والعفو الذي أعلنه وتحمل مسؤوليته. هو أكبر من أي عفو عرفه التاريخ.

·      لكنك تعارض هذا العفو ومتشدد حياله؟

§      العفو هذا صدر بلسان رئيس الدولة وأصبح ملزماً لنا.

·      ننتقل لموضوع آخر وهو ما يتردد بشأن خصوصية العلاقة بينك وبين زعيم الجبهة الإسلامية في السودان الدكتور حسن الترابي؟ ما المدى الذي وصلت إليه هذه العلاقة.

§      علاقة اليمن حكومة وشعباً وأحزاباً مع كل الدول العربية علاقة طيبة بما في ذلك السودان. ولا يوجد بيننا خصام أو عداء أو مع أي دولة عربية أو شعب عربي والسودان في نفس المستوى والحدود.

·      لكن ألا توجد خصوصية في التحالفات مع جبهة الدكتور حسن الترابي.؟

§      لم يكن بيننا وبينه علاقات سياسية، ولا حتى تنسيق في أي شيء على الإطلاق.

·      وماذا بشأن التحالف مع إيران؟

§      علاقات اليمن مع إيران مثل العلاقة مع أي دولة عربية، لا أقل ولا أكثر.

·      مع نفي اليمن المستمر لوجود معسكرات تدريبية لمجموعة من المصريين العائدين من أفغانستان إلا أن أصابع الاتهام ما زالت تشير إلى رعاية "الإصلاح" لهذه المعسكرات المتنقلة بين اليمن والسودان. هل من توضيح لهذا الموضوع؟

§      ليست لدينا مصلحة في تدريب عناصر مصرية أو غيرها، كما أنه ليس هناك ما يدعونا لإقامة معسكرات خاصة للتدريب والتسليح. هذا غير منطقي وغير معقول، كذلك من المستحيل أن نقوم بتدريب عناصر مسلحة لإرسالها للخارج للقيام بعمليات تخريب، فهذا لن يحدث على الإطلاق، ومن لديه أي شك فاليمن مفتوحة، وليطلب منا من يريد من التسهيلات للوصول إلى كل منطقة وشبر في البلاد، بما في ذلك المناطق الجبلية، ليتأكد من صحة ما نقول.

·      هل هذه النقطة كانت ضمن أسباب الخلافات مع مصر؟

§      هذه الدسيسة والشائعة روجت في مصر، والذي روج لها من قبل الحرب هو الحزب الاشتراكي، لكي يمهد للحرب التي فجرها والإعداد للانفصال، وكسب التعاطف هنا وهناك، ولكن الحقيقة تم إيضاحها للأخوة في مصر.

·      إذن ما هي النتائج التي حققتها زيارتك للقاهرة؟

§      هي انطلاقة لعلاقة قوية ستقوم بها كل من مصر واليمن خلال المرحلة المقبلة، وهي زيارة رسمية مع وفد من مجلس النواب اليمني، بدعوة من رئيس مجلس الشعب المصري، وكان لها فوائدها الإيجابية.

·      هل تعتزم زيارة عواصم عربية أخرى للمصالحة العربية اليمنية والعربية العربية؟

§      نعم إذا كان في مقدورنا أن نسهم في هذا المجال، فالمصالحة ورأب الصدع وتنقية الأجواء هدف عربي، ولن نتردد في ذلك، سواء أنا أو غيري من المسئولين اليمنيين.


·      هل تعتزم زيارة الكويت مثلاً؟

§      نعم لن أتردد عندما يأتي الرد على طلبي.

 

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp