الشيخ صادق الأحمر: أدعو الحزب الحاكم والمعارضة إلى الحوار الجاد ويكفينا الخلاف الفلسطيني

 


أجرى الحوار : عدنان الصنوي وعقيل الحـلالي



أحيا اليمن مؤخرا الذكرى الأولى لرحيل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.. ما هو حجم الفراغ التي تركه رحيل الشيخ عبدالله من وجهة نظرك؟
فراغ كبير.. وهذا سؤال يمكن أن يوجه إلى غيري، أما في نظري فقد ترك فراغا كبيرا جدا في كل شيء، سياسيا واجتماعيا وقبليا، نسأل الله أن يعيننا على سد جزء من الثغرات، وبهذه المناسبة وطالما قد ذكرت الوالد، أقول إذا كان لذكرى الوالد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر -رحمه الله- الشخص الذي يكن له -حسب رأي- كل أبناء اليمن التقدير والاحترام في حياته، وقد لاحظنا ذلك ايضا في وفاته وبعد وفاته، وما وجدناه من حزن عميق عند كل الناس، قاصي وداني، حزبي وغير حزبي، قبيلي وغير قبيلي، مدني وغير مدني. و بهذه المناسبة أدعو أبناء اليمن بكافة أطيافه وأحزابه ومنظماته ومعارضته الداخلية والخارجية، كما أدعو العلماء والمنظمات والنقابات وكل فئات الشعب، أن ينظروا إلى ما نحن فيه، سواء في الحالة الاقتصادية الصعبة، او في  مشاكل الحراك الجنوبي، وأن يجعلوا اليمن فوق كل شيء. يكفي المواطن ما هو فيه، وعلينا ان نتجنب الخلافات التي لا دين لها.

 


هل تقصدون الخلافات  بين المؤتمر وأحزاب المشترك؟
-
كل الفئات، ليس المؤتمر والمشترك فحسب، بل كل الناس، أقول لهم يكفي ما نحن فيه، ونحل مشكلاتنا بأساليب جيدة، واحد يشد وواحد يرخي، نخرج اليمن من هذه المشكلة. إقليميا هناك مشاكل، دوليا هناك مشاكل، وداخليا أكثر، حالة الناس الاقتصادية في الحضيض، لا توجد الآن طبقة وسطى، فإما طبقة غنية، أو فقيرة، أو أقل من الفقيرة، وبالتالي عليهم ان يستخيروا الله في كل الناس. يكفينا الخلافات الفلسطينية، يجب أن يعودوا إلى طاولة الحوار الجاد والتفاهم، وألا يختلفوا على الأشياء الصغيرة.

 


 تقلدت المناصب القيادية التي كان يتولاها الشيخ عبدالله، سواء على المستوى الأسري أم القبلي أم الشعبي، هل تعتزم دخول البرلمان والطموح لشغل المنصب الذي كان يتولاه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر؟
-
إن شاء الله بالنسبة للترشح للبرلمان، أما بالنسبة لموضوع رئاسة المجلس فهذا شيء في حينه ووقته..

 


توجه إلى القبيلة بعض الاتهامات بأنها تستقوي على الدولة وتقوم باختطاف بعض السائحين الأجانب، ما تعليقك؟
-
تقصد القبيلة بشكل عام؟

 


نعم القبيلة بشكل عام ..
-
لا يجب أن يحملوا القبيلة بشكل عام هذه المشكلة، كما لا يجب على القبائل والمواطنين أن يحملوا الدولة؛ لأن الخبز من ذاك العجين. هيبة الدولة قلت والقبيلة قلت. لا توجد الآن قبيلة مثل الناس، مثل أساسها وغراسها، ولا هيبة الدولة كبيرة. هذه المشكلة بسبب الدولة أولا، وثانيا بسبب تراجع الأخلاق والقبلية عند الناس، والصحف تشعل نارا كبيرة، وقد كثرت الصحف، ولا يجد القائمون عليها ما ينشرون في صفحاتهم، لهذا يبحثون عن مثل هذه الأخبار.

 


لكن ما رأيك حول هذه الأعمال؛ اختطاف سائحين من أجل الضغط على الحكومة، سواء بمطالب مشروعة أم غير مشروعة؟
-
بالنسبة لاختطاف السائحين، فهو عيب؛ لأنه ليس من شيم القبيلة أو اليمنيين، ولا من تعاليم ديننا الإسلامي، أو من أخلاقنا الشخصية، والاختطافات تحصل في أماكن معروفة، ليس في كل القبائل، وإنما في ثلاث قبائل فقط، أما في بقية أنحاء اليمن فالذي يحصل هي مشاكل داخلية، لا تستهدف السائحين أو الدبلوماسيين أو العاملين في الشركات.

 


ولماذا لا يتم معالجة ظاهرة الاختطافات قبليا، ككتابة قاعدة قبلية بين جميع القبائل تحرم هذه الأعمال؟
-
نحن نحاول وإن شاء الله نصل إلى نتيجة، وأهم شيء جهود الدولة معنا، ونحن إن شاء الله لا نريد للمواطن إلا الأمن والأمان في عموم اليمن بكله ولكل من يأتي إليه.

 


تقوم الحكومة بتنظيم حمل السلاح في المدن، وهناك من يقول أن القبيلة تقف حجر عثرة امام الوصول إلى تلك الغاية ....؟

 

- (الشيخ مقاطعا) أعطني الأمان وشل بندقي يا أخي.. القبائل لا يحبون أن يمشون بحديد فوق ظهرهم، لكن امِّنِّي وشل سلاحي. الآن الخوف والقتل يحصل في المدن، وليس خارجها، ولذلك عليهم ان يؤمنوا المواطن ويشلوا سلاحه، أما لا تؤمنه وتشل سلاحه، فهذا لا يجوز.

 


هناك دعوات تظهر بين فترة وأخرى لإقامة تكتلات قبلية، ما رأيك في هذه التكتلات؟
-
مثل ماذا تقصد؟!

 


مجالس كثيرة من ضمنها مجلس التضامن الذي يقوده شقيقك الشيخ حسين الأحمر..؟
-
مجلس التضامن اذا سار وفقا لنظامه الداخلي فهو قائم على أساس ومنهج عظيم.. عظيم جدا .. لأنه يجمع القبائل بأكملها، كل الناس لديهم نقابات ومنظمات، إلا القبائل ليس لديهم منظمة، لهذا مجلس التضامن يمكن ان يكون للقبائل.

 


لكن هناك مصلحة شؤون القبائل؟
-
نعم هذه من قبل الدولة.. فهل النقابات تأتي من قبل الدولة والمنظمات، لا، ومجلس التضامن يعد كنقابة أو منظمة للقبيلة، كما أن لائحة المجلس شيء عظيم؛ لأن من ضمن مهامه حل الخلافات بين الناس، والخلافات بين القبائل والحكومة، والخلافات التي بين القبائل أيضا، وليس هناك خوف منه، أو أنه يعمل شيئا ضد الدولة. أهم شيء ان الأحزاب (اللقاء المشترك والحزب الحاكم)، يخرجون البلد إلى طريق جيد، أما الآخرون هم تحت ظل الدولة والحكومة.

 


معارضة شقيقك الشيخ حميد مع أحزاب المشترك، وكذلك اختلاف شقيقك الشيخ حسين مع حزب المؤتمر أحيانا، هل يزعجك هذا الأمر؟
-
ديمقراطية قلنا ... كل واحد أينما يتجه، والا ليش نقول ديمقراطية. حميد بحكم الديمقراطية والحزبية مع حزبه، وحسين بحكم الديمقراطية والحزبية مع حزبه.

 


لكن ألا تخافون أن يؤثر هذا الانقسام او بالأصح التقاسم بين الإخوة على تماسك الأسرة؟
-
لا ، ولا أقول لك أنها مقاسمات ادوار ...

 


لكن هناك من يقول أنه تقاسم للأدوار بين أولاد الشيخ عبدالله الأحمر؟
-
لا والله .. ليست مقاسمات ادوار، فالرئيس أخونا وصاحبنا اليوم وكل شيء في بابه. الديمقراطية في بابها والأخوة والصحبة في بابها، وليس مقاسمات ادوار. نحن ربانا عبدالله بن حسين، ولم تكن وسيلته أو طريقته أن نتقاسم الأدوار، لا والله لا يوجد أي تقاسم ادوار أو مصالح، نحن كل على حزبيته وديمقراطيته.

 


 الشيخ عبدالله -رحمه الله- كان قاسما مشتركا وعنصر توازن، حتى أن الرئيس ذكر ذلك في خطاب ذكرى وفاته. هل انتم كأسرة ملتزمون أن تكونوا "قاسم مشترك"؟
-
نحن سنكون قاسما مشتركا -إن شاء الله- ومن خرج منا عن الخط الذي كان فيه عبدالله بن حسين فهذه موجودة (أشار بعصاه).

 


كان للشيخ عبدالله علاقة طيبة مع المملكة العربية السعودية، وكان على الدوام يمثل نقطة أو حلقة الوصل مع المملكة، هل هذه العلاقة انتقلت إليكم لتقوموا بنفس الدور؟

 

- الأدوار السياسية ليست بالتوارث، علاقة الشخص بالآخرين وطريقة سياسته ليست ورث، ولا القبيلة ورث. العلاقات مع المملكة العربية السعودية بعد وفاة الوالد علاقة صداقة ووفاء منهم بصداقتهم بالوالد، هذه الأساس، ونحن نكن لهم كل التقدير والاحترام، والبلد ورئيس الجمهورية يكن للمملكة كل التقدير والاحترام، انهينا ما كان فيه من خلاف بين اليمن والمملكة عام 2000، والذي يقول أن عبدالله بن حسين كان عميلا للسعودية، فقد أثبت عام 94 كل شيء، علاقتنا علاقة صداقة وإجلال واحترام، لما قاموا به من دور عظيم مع الوالد، وإذا كان هناك شيء في السياسة يلزم علينا القيام به، أهلا وسهلا.

 


بماذا تنصح كي يتم التوافق الداخلي سواء سياسيا أم اقتصاديا؟، وما رسائلك للدولة أو للمعارضة؟
-
أولا العبث والفساد المالي والإداري يجب ان ينتهي. طبعا هذا يأتي بعد أن يتغاضوا عن الأشياء الشكلية والأشياء التي لا تزيد البلد ولا تنفعها بل تضرها وتجرنا "بهدار" سواء من جانب المشترك أو من جانب الحزب الحاكم، والحزب الحاكم هو يعرف والناس يعرفون انه لا يمكن أن يدخل الانتخابات وحده، ومثل ما قلت لكم بداية حديثي نرأف بالمواطن ونتفاهم مفاهمة بصورة طيبة، وأنا اعتبر نفسي شخصا محايدا، لا مؤتمري ولا إصلاحي ولا اشتراكي ولا بعثي، أنا صاحب القبيلة، انأ أنصحهم فقط، رغم أن المؤتمري يتهمني بأني إصلاحي والإصلاحي يتهمني بأني مؤتمري، وأنا لا أحب الحزبية من أول ما جاءت اليمن. أنا اخو الجميع، ولا يمكن أن أرضي هذا على حسب هذا، هذه قناعتي ولم أكن في يوم من الأيام  متشددا مع الإصلاح أو المؤتمر أو غيرهما، أهم شيء هي البلد والمواطن، فالأشياء التي ليست استراتيجية نحاول مناقشتها، وهذا سيفيد المواطنين.

 


يطالب البعض في المعارضة بتأجيل الانتخابات، وهو ما يرفضه الحزب الحاكم، اين موقفك انت؟
-
أنا مع الشيء الذي يفيد البلد ومع التأجيل إذا لم يتفقوا، لكن ليس التأجيل إلى ما لا نهاية، تأجيل لا يقل

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp