رئيس الجمهورية الشيخ الاحمر كان رجل المواقف الصعبة

حضر فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ومعه عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية الحفل الخطابي الذي أقيم اليوم لإحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل الفقيد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.
وفي الحفل الذي بدأ بآي من الذكر الحكيم, ألقى فخامة الرئيس كلمة طلب في مستهلها من الحاضرين الوقوف لقراءة فاتحة الكتاب على أرواح شهداء قطاع غزة .
وقال " نحيي اليوم الذكرى الأولى لرحيل أخ مناضل جسور هو عبدالله بن حسين الأحمر الذي كان له باعاً طويلاً في الدفاع عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وباعاً أطول في الدفاع عن الوحدة اليمنية، وكان الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رجل المواقف الصعبة ورجل دولة من الطراز الأول بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، كان محافظاً على الثوابت الوطنية وصمام أمان يلجأ إليه الصغير والكبير لما عرف عنه من رباطة جأش وشجاعة وحكمة وحنكة وصبر وجلد وإباء نفس .
وأضاف" هذا ما عرفته عن الشيخ المناضل عبدالله بن حسين الأحمر الذي ارتبطت به منذ 1962م بعد قيام الثورة المباركة وخروجه من سجن المحابشة وحضوره إلى مجلس قيادة الثورة حيث توجه بتكليف من مجلس قيادة الثورة للدفاع عن الثورة إلى القفلة والاهنوم والتقينا معاً في مدينة حوث خلال توجهي إلى حرف سفيان فكان أول لقاء لي مع الشيخ المناضل عبد الله بن حسين الأحمر .

وقال " لقد التقينا بعد ذلك في عدة محطات كبيرة وصعبة أثناء تعرض الثورة والجمهورية للعدوان والتأمر ومحاولة العودة بعجلة التاريخ إلى الوراء ولكن إصرار الشيخ المناضل والشرفاء من أبناء شعبنا من الضباط والمشائخ الأحرار والعلماء والمناضلين انتصرت الثورة وقالوا النصر للثورة وللجمهورية والموت لأعدائها، وتحاصرت صنعاء وكان له باعاً طويلاً في الدفاع عنها ".
وأضاف فخامة الرئيس ان الشيخ عبدالله كان يدعو كل القبائل وعلى رأسها قبيلة حاشد وقبائل آل عواض وقيفة وآنس وعنس وغيرها من القبائل الذين هبوا للدفاع عن صنعاء الباسلة البطلة، حيث كان في مقدمة الصفوف ولم يوجه الجيوش من غرف مغلقة وانما كان هو أول من يرحل مع المقاتلين.
وقال فخامته "لقد كنت شاهداً على احد الوقائع حينما أصيب بعد عصر احد الأيام بريمة حميد عندها انكسر الجيش والقبائل وعادوا إلى صنعاء وكانت هذه بداية المأساة لحصار صنعاء".
وأشار إلى أن الشيخ عبدالله استعاد نشاطه في اليوم الثاني وذهب وهو جريح لفتح الطريق من سواد حزيز باتجاه نقيل يسلح ثم وقف مع إخوانه المقاتلين في محطة عقبة قحازة .
وقال " بدأ الحصار وكنا خائفين انه اذا تحاصر الشيخ عبدالله من الذي سيدعمنا في العاصمة، وبشتى الوسائل انسحب الشيخ بعد المغرب الى صنعاء وبعودته إلى صنعاء رفع المعنويات وتراسل مع حاشد لنقل الجيش من حاشد على طائرات الداكوتا، وعندما عاد رحمه الله الى صنعاء وراسل حاشد بدأ توافد المقاتلين الى العاصمة شيئا فشيئا حوالي 400 فردا، حوصروا في قحازة وبعد ذلك توالت المشاكل والتي سيتم الحديث عنها في ندوات أخرى ".
وتمنى فخامة الرئيس على أولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر الاقتداء بوالدهم حيث كان متوازنا عاقلا ومستقيما متصف بالأخلاق والكرم والعدل .
وقال " نحيي اليوم الذكرى الأولى لرحيل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وأول أمس كنا قد وقفنا على مأساة مجزرة كبيرة في غزة يندى لها الجبين هذه المجزرة تحدي لمشاعر الأمة العربية والإسلامية وربما رداً واضحاً على ما حدث في العراق فليفهم العرب والمسلمون هذا هو الرد عليه هذه هي المذبحة التي يريدون أن نتعلم منهم الديمقراطية في حين أنهم يقبرون الديمقراطية وينحرون الديمقراطية أمام مصالحهم فعندما تتعارض مع مصالح الدول الكبرى لا وجود للديمقراطية".
وأضاف فخامة رئيس الجمهورية " على كال حال نحن دعونا إلى عقد قمة عربية عاجلة وربما تنعقد يوم الجمعة في العاصمة القطرية الدوحة وستكرس لرأب الصدع بين القيادات الفلسطينية لان استمرار الخلافات بينها أعطى مساحة واسعة للكيان الصهيوني لتحقيق أهدافه ومخططاته وتصعيد عدوانه".
وأستطرد قائلا :" نحن سعينا من اجل تحقيق المصالحة بين القيادات الفلسطينية حينما جمعناهم في صنعاء او من خلال لقاءاتنا بهم في الخارج بهدف رأب الصدع بين الفصيلين الرئيسيين فتح وحماس لما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية واستقلال فلسطين لان الانقسام الحادث بين فتح وحماس عكس نفسه على بقية الفصائل الفلسطينية وعلى الشارع العربي بصفة عامة".
وقال فخامته :" نحن نطالب بانعقاد هذه القمة لرأب الصدع وتوحيد الصف العربي ليواجه هذه التحديات".. مبينا أن تضمين دعوته للقمة الطارئة دعوة الفصائل الفلسطينية للمشاركة في القمة لاينتقص من شأن السلطة الفلسطينية التي تمثل الشعب الفلسطيني، إنما يستهدف الخروج بقرارات فاعلة تكفل تعزيز وحدة الصف الفلسطيني بما يخدم القضية الفلسطينية".
وأضاف ": نحن منقسمون.. وإسرائيل تسرح وتمرح كيف ما تشاء، لماذا لان هناك انقسام في القيادات العربية وهذه هي المشكلة .
وتابع قائلا :" قوة الأمة في وحدتها والتي لن تتحقق إلا بتقديم التنازلات فيما بينها لمصلحة شعوب الأمة العربية والإسلامية وهذا ليس عيبا في وقت نقدم فيه التنازلات لإسرائيل وأمريكا وفرنسا والاتحاد الأوروبي".
وكان الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر عضو مجلس الشورى قد القى كلمة باسم أبناء الفقيد استعرض فيها مناقب الفقيد وأدواره النضالية، مؤكدا السير على خطاه ومواصلة نهجه وتوسيع رقعة فعل الخير الذي أحبه.
وأضاف" وهو ما نؤكد عليه ونعاهد الله على السير فيه حتى نلقى الله .. وقال إن الكلمات والعبارات تعجز عن وصف المشاعر وما يختلج في النفوس من أحاسيس تدركها الأحزان تجاه الوالد رحمه الله وما تركه من فراغ كبير على مستوى الوطن.
وأشار إلى ما تركه الفقيد من سمعة عطره ومواقف مسؤولة إزاء قضايا الأمة العربية والإسلامية وتاريخ ناصع حافل بالعطاء للوطن والتضحية من اجله، وهو ما ينبغي أن يشكل نبراسا للأجيال لتسير على هديه، و مدرسة إنسانية نتعلم منها جميعا ونستقي منها تلك المثل والقيم النبيلة التي تمثلها الفقيد في حياته رحمه الله .
والقي عبدالله علي النعامي كلمة باسم أبناء المناضلين والشهداء استعرض فيها مراحل من حياة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.
وقال: لقد كان رحمه الله أبا لأبناء المناضلين والشهداء وراعيا لحقوقهم، ولا غرابة في ذلك فهو رحمه الله ومنذ نعومة أظافره عانى ويلات الظلم إبان فترة حكم بيت حميد الدين فلبى نداء الواجب هو وكافة أسرته وعلى رأسهم والده الشيخ الشهيد حسين بن ناصر الأحمر، و أخيه الشيخ الشهيد حميد بن حسين الأحمر اللذان سطرا أروع صفحات النضال وضربا أروع الأمثلة في التضحية والفداء من أجل الثورة والجمهورية مع كل المناضلين الشرفاء من أبناء هذا الوطن الحبيب.
وأضاف : لقد عانى فقيدنا الراحل ويلات الظلم والسجن أكثر من مرة حتى قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م، وكان في طليعة المدافعين عن مبادئ الثورة والجمهورية،التي تعرضت لأشد أصناف التآمر في حصار السبعين.
وأوضح أن الفقيد " لبى نداء الواجب وحرك الآلاف من رجال القبائل للدفاع عن الثورة والجمهورية حتى اندحرت فلول الرجعية والعمالة إلى غير رجعة، فضلا عن مساهمته بفاعلية في إرساء دعائم الوحدة حتى تحققت في 22 مايو 1990م، ووقوفه بقوة إلى جانب الحق والوحدة والديمقراطية ودحر قوى التمرد والانفصال عندما تعرضت الوحدة للخطر عام 94م.
من جانبه قال القائم بأعمال رئيس التجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي في كلمة التجمع : لقد كان رحيل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح رحمه الله فاجعة كبرى للتجمع اليمني للإصلاح ولليمن وللأمة الإسلامية .
وأضاف:" نلتقي اليوم بعد عام من رحيل فقيد اليمن والأمة الإسلامية وفي هذه الذكرى الحزينة يأتي العدوان الإسرائيلي الوحشي على أهلنا في غزة في ظل تخاذل عربي وصمت دولي ليضاعف حزننا وألمنا، فتنعقد اللسان ويجف الحبر ويشتد الكرب فنفزع إلى الله و نهرع اليه مرددين "إنا لله وإنا اليه راجعون".
وأشار إلى أن الفقيد قد باشر النضال مع أحرار اليمن و رجالاته من أجل إخراج البلاد من براثن القهر والاستبداد منذ بواكير فتوته وعاش مدافعا ومنافحا عن حق الشعب في حكم نفسه بنفسه وفقا لشريعة الله وهديه دونما وصاية او استئثار.. مبينا بان الشيخ عبدالله قد عمل طوال مسيرته النضالية من اجل السلام الاجتماعي والاستقرار السياسي للبلاد على المستوى الداخلي وفي محيطها الإقليمي وعمل بكل جهده مع المناضلين والشرفاء للحفاظ على الهوية الإسلامية للبلاد وترسيخ النهج الشوروي الديمقراطي فيه والحفاظ على الثوابت الوطنية والإسلامية.
فيما ألقى الدكتور أحمد عبيد بن دغر الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام لقطاع الفكر والثقافة والإعلام كلمة باسم المؤتمر الشعبي العام أشار فيها إلى أن الفقيد كان واحدا من أبرز رجالات اليمن ورجالات الدولة اليمنية الحديثة، دولة ما بعد ثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة والتي يعود فضل قيامها وانتصارها لأحرار اليمن ، الذين مهدوا لنا طريق الحرية والوحدة والديمقراطية وكانوا مثالا في طريقنا الطويل نحو البناء و التقدم.
وقال الدكتور بن دغر إن المؤتمر الشعبي العام وهو يشارك أبناء الفقيد إحياء الذكرى الأولى لوفاة المناضل ليتذكر جيدا و يعتز بأن الفقيد كان واحدا من قادته الذين قادوا حوارا وطنيا عميقا ووعيا كان من نتائجه وثيقة وطنية وبرنامجا استراتيجيا هو الميثاق الوطني منذ أن قرر رمز اليمن الرئيس علي عبدالله صالح التقدم بالحياة السياسية والبناء الديمقراطية إلى الأمام.

ولفت الى مواقف الشيخ الفقيد التي اتسمت دائما بالموضوعية والوطنية الصادقة والحكمة العميقة والتي لم يتخل عنها طيلة حياته وأبرزها موقفه من الانتخابات الرئاسية في العام 2006م حينما انفرد بموقف واعي ومتزن وحكيم سما فوق الالتزام الحزبي واختار الوطن على السياسة.
وأشار بن دغر إلى التاريخ النضالي للفقيد ورؤيته الوطنية الوحدوية عندما دعا للوحدة ودافع عنها بما عرف عنه من صلابة وثبات عندما تعرضت الوحدة لخطر الانفصال في عام 1994م .
وقال : وبالرغم من تزعمه لحزب الإصلاح المعارض لم تمنعه حزبيته من البحث عن القواسم المشتركة مع المؤتمر .

ونوه بالصفات الحميدة والسجايا الإنسانية للفقيد التي قلما تتوفر في شخص واحد كونه سياسيا نادرا ورجل دولة وشخصية اجتماعية ثرية يشار إليها بالبنان ويمتلك التجربة والمراس الوطني الطويل وكذا الحكمة والتوازن في الرؤى التي مثلت قاسما مشتركا مع آخرين في الاعتدال والوسطية بعيدا عن التطرف و التزمت و المغالاة.
وقال :" كان لمواقفه الوطنية امتدادها العروبي والإسلامي، فكما نعرف وقف الفقيد إلى جانب الحق العربي دائما و خاصة القضية الفلسطينية التي كان موقفه ثابتا تجاهها حتى وفاته إضافة إلى دوره المتميز والثابت على المستوى الإسلامي".

كما ألقى الدكتور عبد الوهاب محمود أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي كلمة باسم أحزاب اللقاء المشترك أشار من خلالها إلى أن رحيل الشيخ عبدالله شكل خسارة جسيمة لليمن واليمنيين .
وعدد محمود مناقب الفقيد وأعماله البطولية في الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة، مشيراً إلى أن الفقيد شخصية فذة دافع عن الحق والعدل والأصالة وكل القيم الإنسانية الرفيعة .
ودعا الدكتور عبدالوهاب محمود إلى الاستفادة من تجربة الشيخ والتزود من خبرته، مستعرضا ادوار الفقيد في الوقوف مع القضية الفلسطينية و مناصرتها في كل المحافل التي شهدها.

كما ألقيت خلال الحفل قصيدة شعرية للشاعر مفضل إسماعيل الأبارة عضو مجلس النواب تناول فيها مناقب الفقيد وأدواره العظيمة والنضالية في خدمة الوطن.

حضر الحفل الأخوة يحيى الراعي رئيس مجلس النواب والدكتور علي محمد مجور رئيس الوزراء وعبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى والقاضي عصام السماوي رئيس مجلس القضاء الأعلى رئيس المحكمة العليا والقاضي محمد إسماعيل الحجي مستشار رئيس الجمهورية لشؤون القضاء وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى وقيادات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والمشائخ والشخصيات الاجتماعية والقيادات العسكرية والأمنية وأبناء وأسرة الفقيد الراحل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله.