الشيخ صادق عبدالله بن حسين الأحمر لـ«المجتمع»: بقايا النظام السابق يراهنون على أجندة خاسرة



في هذا اللقاء الذي خصَّ به الشيخ صادق الأحمر، شيخ مشايخ قبيلة «حاشد» اليمنية، مجلة «المجتمع»، نحاول استقصاء طبيعة رؤيته الخاصة حول جملة من المسائل المتعلقة بالشأن اليمني، وبما آلت إليه الثورة الشعبية اليمنية، والحوار الوطني المرتقب، ومدى نجاح الرئيس «هادي» في مهمة استكمال أهداف الثورة السلمية التي أطاحت بالرئيس السابق «علي عبدالله صالح»، وأقامت نظاماً سياسياً بديلاً هو مزيج من أحزاب «المشترك» (المعارضة)، وحزب «المؤتمر الحاكم» (سابقاً). < بعد انقضاء عامين على الثورة الشعبية اليمنية، هل حققت الثورة أهدافها؟


بحمد الله تعالى تحقق أهم وأبرز أهداف الثورة؛ وهو إزاحة الرئيس السابق عن السلطة، والقضاء على حلم التوريث الذي كان سبباً في خراب أشياء كثيرة خلال السنوات الماضية، وأوقف عجلة التنمية في البلد؛ حيث صارت الموارد السيادية تذهب لشراء الذمم وتخريب الضمائر وإفساد الحياة السياسية وغيرها. < لكن الرئيس السابق يرفض مغادرة البلاد، وهو ما يزال رئيساً لحزب «المؤتمر» ومشاركاً في السلطة، ونجله «أحمد» مرشح لمنصب عسكري كبير بحسب بعض الأنباء؟
- هذا شأنه، يرفض السفر أو يبقى رئيساً لـ«المؤتمر»، لكن إرادة الشعب اليمني والسنن الكونية تقول: إن «علي عبدالله صالح» انتهى سياسياً، ولكل زمان رجال، ولا أعلم أن نجله مرشح لمنصب عسكري كبير، وإن صح هذا فالشعب اليمني سيرفض ذلك، فلا يجوز ذهاب الأب وبقاء الابن، ونحن في ظل ثورة شعبية من أجل التغيير. < من وجهة نظركم، ما أهم العوائق التي ماتزال تعترض طريق الثورة الشعبية اليمنية؟


- بالتأكيد بقايا النظام السابق لا يزالون يشكلون أهم العوائق في مسيرة الثورة الشعبية السلمية، ولكنهم يضعفون يوماً بعد يوم، وهم يراهنون على أجندة خاسرة؛ وهي التخريب على كل مستوى، وهذا رهان خاسر. < هل جرى تنفيذ «المبادرة الخليجية» كما يجب؟
- نحن مقتنعون بما تم حتى الآن فيما يخص المرحلة الأولى، وإن كان فيها تأخر، وقد ولجنا إلى المرحلة الثانية، وهي ذات تحديات كبيرة، نتمنى تجاوزها بنجاح وبمشاركة مجتمعية أوسع. < ما الدور الذي مارسته القبيلة في الثورة الشعبية اليمنية؟


- القبيلة ليست مكوناً منعزلاً عن الشعب اليمني، فهي حقيقة تمثل جموع أبناء اليمن، وقد كانت موجودة في السابق وفي المعسكرات وفي الجامعات وفي منظمات المجتمع المدني، وبرز دورها بشكل كبير في اعتصامات الساحات المختلفة، ولم تستهدف قبائل أرحب ونهم والحيمة، ومناطق الحصبة وصوفان (بصنعاء) إلا لأنها كانت تدافع عن ثورة فبراير كغيرها من فئات الشعب اليمني. < يطرح البعض مخاوف من أن تؤدي القبيلة دوراً سلبياً في إعاقة الدولة المدنية الحديثة؟


- القبيلة لم تكن يوماً ضد التطور والحداثة، والقبيلة يوجد فيها الطبيب والمهندس والطيار والأستاذ والأديب والشاعر والنجار.. وهكذا، فليست القبيلة (في اليمن) كما ينظر للقبائل الأخرى في المجتمعات البدائية في أدغال أفريقيا أو أدغال البرازيل، القبيلة في اليمن هي صانعة سد مأرب، وهي رائدة الديمقراطية في الحكم، نموذج الملكة «بلقيس» التي ذكر القرآن الكريم قصتها مع سيدنا سليمان عليه السلام، والقبيلة اليمنية تريد التطور وتريد النظام والقانون والعدل، ولذلك تجد المغترب اليمني من أفضل الجاليات في البلدان الخليجية، وحتى في أوروبا وأمريكا، هذه هي القبيلة وهذا هو اليمن هكذا وجد وهكذا عرف. < كيف تنظرون إلى أداء الرئيس «هادي» خلال الفترة الماضية؟


نحن راضون عن أداء الرئيس «هادي»، وسوف نكون معه وبجانبه حتى تتحقق كل أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية، وفي الحقيقة الرجل يبذل جهوداً جبارة للخروج باليمن من عنق الزجاجة وتجاوز المعوقات التي تحول دون تطور ونماء وازدهار اليمن. < هل تؤيدون قراراته الأخيرة المتعلقة بإعادة هيكلة الجيش والأمن؟


- نؤيد ما تم، ونطالب الرئيس استكمال هذه القرارات التي تجعل من الجيش حامياً للشرعية الدستورية وسيادة الوطن، وتجعل من الأمن العام حارساً لمصالح المواطنين والسكينة العامة. < هل هناك بالفعل من يتمرد على قرارات الرئيس «هادي» بشأن هيكلة الجيش؟


- نعم، ولكن هؤلاء يحلمون بعودة عقارب الساعة إلى الوراء، وهم واهمون وسوف يتجاوزهم الشعب اليمني وكل القوى الخيِّرة التي ناضلت وجاهدت من أجل التغيير الذي انطلقت عجلته نحو المستقبل المزدهر بإذن الله تعالى. < كيف تنظرون للدور الخارجي الدولي والإقليمي المتنامي في اليمن عقب التوقيع على «المبادرة الخليجية»؟


- نريد الدور الإقليمي والدولي يستمر مع جهود حكومة الوفاق؛ من أجل تسريع وتيرة التغيير والبناء والإصلاحات، خاصة في الجوانب الاقتصادية التي دمرها النظام السابق وإدارته الفاسدة، لكننا نرفض أي تدخل خارجي في شؤون اليمن الداخلية تحت ذريعة محاربة الإرهاب والتطرف.. أجزم أن الاستقرار في اليمن سوف يقضي على كل تطرف، ولن تجد «القاعدة» مكاناً إلا في ظل وجود الفقر والتخلف. < هناك من يذهب إلى القول بأن «المبادرة الخليجية» وضعت اليمن تحت الوصاية الدولية، بدليل أن مجلس الأمن الدولي عقد جلسة خاصة باليمن؟


- مساعدة اليمن في الخروج من مرحلة صعبة إلى مرحلة يسودها الأمن والاستقرار غير الوصاية، و«المبادرة الخليجية» جاءت لمنع سقوط البلد في الحرب الأهلية ومساعدة اليمن للخروج من أوضاع صعبة وليس لوضعها تحت الوصاية. < هل ترون أن شروط نجاح مؤتمر الحوار باتت مكتملة؟


- ليست مكتملة حتى الآن، فهناك أطراف لم يتم تمثيلها في الحوار الوطني مثل العلماء والمشايخ وأسر الشهداء والجرحى وأساتذة الجامعات والمثقفين وغيرهم. < ما رؤيتكم بالنسبة للقضية الجنوبية وقضية صعدة؟


- العدل هو الأساس لمعالجة كل المشكلات، ومشكلة الجنوب وكذلك صعدة تعمقتا بسبب غياب العدل بين الناس، والعدل الذي يقوم على أساس المساواة في الحقوق والواجبات هو الضمان الكبير لحل هاتين المشكلتين في اليمن. < كيف تنظرون لمشكلة الإرهاب في اليمن؟
- الإرهاب قضية غريبة على اليمنيين، وتجاوز الأوضاع الاقتصادية المعقدة وتركة التخلف الكبيرة كفيلان بحل مشكلة الإرهاب.