مطالبات بإصلاح القضاء العربي للحد من التدخلات الدولية

 

 

 

 

 

 

 

 

أجمع المشاركون في ندوة (قانون الجنايات الدولية واستهداف السودان) التي أقامها منتدى الشيخ الأحمر على أن الهدف من مذكرة المحكمة الجنائية الدولية بطلب اعتقال الرئيس السواداني سياسي وذلك بسبب الثروات المعدنية التي تتمتع بها منطقة درا فور في السودان.

وطالبوا خلال الندوة التي عقدت الإثنين بقاعة بيت الثقافة بضرورة تحسين سمعة القضاء العربي، وإنشاء محكمة عربية تحد من التدخل العالمي في الشئون الداخلية العربية.

وأكد الدكتور/ عبدالواحد الزنداني - رئيس الجامعة اليمنية - أن منطقة دار فور  تمثل ثروة غنية جدا بالمعادن والمياه .. واصفا الثروات المعدنية الموجودة فيها بأنها قوة لاتوجد في أي دولة عربية.

وقال: دار فور تمتلك ثروة نفطية هائلة، كما أن لديها بحيرة مائية تصل مساحتها إلى 3000 ألف كيلو متر مربع لذا فهي محط أنظار القوى الغربية.

واعتبر طرح المحكمة الجنائية الدولية مذكرتها على مجلس الأمن الدولي دليلا لسعي القوى الدولية لتسييس قضية دار فور.

وانتقد الزنداني - خلال الندوة التي أدارها عبدالقوي القيسي مدير المنتدى - محكمة الجنايات الدولية .. وأكد أن مواثيقها تتعارض مع الشريعة الإسلامية،  كما أنه يغيب فيها معيار العدالة، فهي لا تقر عقوبة الإعدام للقاتل، كما أن مواثيقها تمنع محاكمة جرائم الإبادة التي ترتكبها قوات الدول الكبرى عندما تقوم بمهمة ما في دولة أخرى، فهذه القوات تدخل بحصانة معناها أنه لا يجوز أن يحاكم فيها مجرمي هذه القوات إلا في بلادهم، بتأكيده.

 

 

 

وأشار إلى أن محكمة الجنائية الدولية لا تستطيع - وفقا لاتفاقية روما - أن تمارس الاختصاص قبل أن تمارسه المحاكم الداخلية وبالتالي فان اختصاص محكمة الجنايات اختصاص تكميلي لأنها ليست أصلية وإنما هي مكملة للاختصاص الوطني، فإذا عجزت المحاكم الوطنية حينها يمكن أن تتدخل المحكمة الجنائية.

وأضاف: يمكن أن يكون هناك اختصاص لمحكمة الجنايات الدولية في ثلاث حالات، هي: تلاعب المحاكم الوطنية، والتعمد في  تأخير الإجراءات، وانهيار النظام الوطني.

وأكد أن الدول الملزمة بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية هي الدول المصادقة على المحكمة، لكن المحكمة تقول إن الدولة التي ليست طرفا فإنه سيتم تحويل محاكمة مجرميها عبر مجلس الأمن الدولي.

واعتبر تدخل المحاكم الدولية هو دليل على هشاشة القضاء العربي، وقال: لو كانت هناك محكمة عربية لما تدخلت المحكمة الجنائية الدولية.

وطالب النظام العربي بـ"أن يشرف نفسه" وأن يصلح القضاء حتى لا يتدخل الآخر في شئوننا في الداخلية".

وشدد على ضرورة أن تعمل الجامعة العربية على إنشاء محكمة عربية، وقال: لو كانت المحكمة العربية منشئة لما حصلت لنا هذه الإجراءات. 

وفي الندورة التي – حضرها الشيخ صادق وقيادات في الأحزاب السياسية، وصحفيين وناشطين في المجتمع المدني - أكد السفير السوداني بصنعاء محمد آدم إسماعيل أن الصراع حول النفط هو أحد المحاور والأهداف الأساسية من مذكرة المحكمة الجنائية الدولية.

وتساءل: أين كانت العدالة الدولية عندما ضربت سفارة الصين في بلجراد، ومصنع الشفاء للأدية الذي كان يقوم بتغطية 60% من الأدوية في السودان.

وانتقد السفير السوداني قيام المدعي العام بالأمم المتحدة بإصدار مذكرة طلب اعتقال الرئيس السوداني، وهو لم يقم بزيارة السودان ولا دار فور مسرح الجريمة حسب ما يقولون وهو مايخل بعدالة المحكمة، حد قوله.

وأكد أن ما جعل السودان مستهدفا في الفترة الأخيرة هو التراضي الوطني بعد توقيع الإتفاق مع الصادق المهدي "وهذا بالتالي يؤدي إلى الاستقرار السياسي وهو ما لايروق مع توجهات بعض الدول الكبري التي تريد أن يعيش الوطن العربي في صراع دائم".

واعتبر إصدار قانون الانتخابات، وعدم اتباع السودان للسياسة الأمريكية، والثورة الزراعية التي تشهدها السودان أسبابا لاستهدافها.

وأشار إلى أن دارفور تزخر بموارد وصفها بالمهولة، وقال: هناك بحيرة مائية فيها أكثر من 1000بئر في دارفور،  إضافة إلى البترول واليورانيوم .. مضيفا: إذا كانت السعودية تمتلك 25% من الاحتياطي العالمي من البترول، فان دارفور  تمتلك ذلك إن لم يكن أكثر.

من جهته أشار عبدالهادي عبدالباسط مستشار السفارة السودانية إلى المنتجات الصناعية السودانية التي اعتبرها واحدة من أسباب الإستهداف للسودان.

وقال: السودان يصنع كل سلاحه في الداخل من الطلقة حتى الدبابة، كما أنه لا يستورد حبة من الغذاء من الخارج ولذلك لجئوا إلى إصدار المذكرة.

من جهته أكد د/ عبدالقوي الشميري أن استهداف السودان من قبل المحكمة الجنائية الدولية جاء بعد أن فشلت كل المحاولات العسكرية وقدوم السودان على إصلاحات سياسية حقيقية، مثل إقرار قانون الإنتخابات، وتوقيع المصالحات مع معظم قيادات المعارضة السودانية.

واتفق الشميري – نقيب الأطباء اليمنيين – مع سابقيه على أن استهداف السودان هو بسبب الثروات المعدنية الضخمة التي تزخر بها دار فور.

وقال: استهدف السودان جاء عندما فشلت كل المحاولات العسكرية، وعندما بدأ السودان يحقق نجاحات سياسية بعد إصدار قانون الانتخابات وتوافق القوى الوطنية عليه.

وطالب جميع القوى السياسية الفعالة في السودان بالعمل على إبقاء التوافق السوداني، ودعم هذا التوافق.

الشيخ / عبدالمجيد الزنداني من جهته قال: إن محكمة الجنايات الدولية تحاكم الضعيف، والدول القوية محصنة منها.. واصفا المحكمة الجنائية الدولية بأنها محكمة ظلم وجور الهدف منها استبعاد الشعوب وتدمير السيادة، وإذا كان رئيس الدولة سيتعرض للطلب من المحكمة فلا أمن ولا استقرار ولا عزة للمسلمين، حسب قوله.

وأضاف: يوم أن توجد قيادة ترفض سياسة الدول الاستعمارية يصبح زعماؤها مطلوبون وتتدخل القوى الدولية.. مؤكدا بأن قضية دارفور قضية سياسية اقتصادية.

وطالب الشيخ الزنداني بسد الثغرات والفراغات، والعمل على إنشاء محكمة عربية أو إسلامية حتى لا يتدخل الآخرون بتشريعاتهم وحتى نقطع الطريق على مثل هذه التدخلات.

وأعلن الشيخ الزنداني التأييد والدعم للرئيس السوداني، وقال: لستم وحدكم نحن معكم والله معنا فأعدوا لهم ليجدوا موطن آخر غير السودان .