مشاركون: الشيخ الأحمر من رجال الأمة المدافعين عن القضية الفلسطينية

 
أجمع المشاركون في ندوة (الأحمر والقضية الفلسطينية) على الدور الريادي والبارز الذي كان يلعبه الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر في خدمة القضية الفلسطينية.
وأكدوا أن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر – رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح - كان أحد أبرز أعلام الأمة الكبار والذين تبنوا القضية الفلسطينية في كل أوقاتهم.
وقال أحمد حرارة - في الندوة التي أقيمت على هامش الأسبوع التضامني الثالث مع الشعب الفلسطيني - إن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر كان لايخاف في الله لومة لائم خصوصا في القضية الفلسطينية وكان يجسد القضية الفلسطينية في كل مواقفه وتحركاته.
ووصف حرارة الشيخ الأحمر بأنه كان من أعلام الأمة الأفذاذ، مشيرا إلى الأعمال الخيرية التي قدمها الشيخ الأحمر والتي منها سكن الطلاب الفلسطيني ودوره في مؤسسة القدس الدولية ورعايته لمعظم الأنشطة الفلسطينية.
وأكد أن الشيخ عبدالله كان يجعل للأنشطة الفلسطينية الأولية عن أي نشاط آخر، معتبرا الحديث عن ما كان يقدمه الشيخ للقضية الفلسطينية حق للشيخ على من بعده.
واستعرض الأستاذ/ عبدالقوي القيسي أحد رفاق درب الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر محطات عن القضية الفلسطينية في حياة الشيخ عبدالله، حيث أكد أن الحديث عن دور الشيخ عبدالله ومناصرته للقضية الفلسطينية يطول ولا يتسع الوقت لشرحه، ملخصا أبرز المحطات عن الدور الذي كان يبذله الشيخ الراحل في خدمة القضية الفلسطينية.
وأكد أن اهتمام الشيخ عبدالله بالقضية الفلسطينية بدء مبكرا عندما أعلن في عام 1948م عن قيام دولة إسرائيل.
وقال: أنتم تعلمون أنه في عام 48م كان آل الأحمر يواجهون محنة شديدة بعد مقتل الإمام يحيى حيث وجهت لحسين بن ناصر الأحمر تهمة الرضا عن مقتل الإمام يحيى من قبل نجله ألإمام أحمد، إلا أن الشيخ عبدالله كان رغم ذلك متجسدا القضية الفلسطينية وكان مستاءً لإعلان دولة إسرائيل، وكان يقول"ألا يوجد رجال يطردون اليهود"، معتبرا أن هذه أولى محطات الشيخ عبدالله مع القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن المحطة الثانية من محطات الشيخ عبدالله مع القضية الفلسطينية كانت في عام 1967م بعد الحرب التي وقعت بين العرب وإسرائيل، والتي كانت اليمن في حينها تعيش حربا أهلية طاحنة، حيث قرر الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر جمع 10 آلاف مقاتل وأرسل رسالة لجمال عبدالناصر أكد له فيها الإستعداد لمقاتلة اليهود في فلسطين.
وأضاف: في عام 1969م بعد إحراق المسجد الأقصى عقدت قمة إسلامية في المغرب العربي حضرها في ذلك الوقت القاضي عبدالحمن الإرياني رئيس الجمهورية، وعندما عاد إلى اليمن سأله مندوب صحيفة الثورة عن النتائج التي خرجت بها القمة فرد قائلا: لم نعمل شيئا للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أنه في عام 1973م سافر الشيخ إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأجرت معه إذاعة صوت أمريكا مقابلة أعاب فيها بصراحة موقف الولايات المتحدة الأمريكية من القضية الفلسطينية، كما أعاب مساندة أمريكا لليهود، وطالب أمريكا بأن تمارس دورا إيجابيا في دعم القضية الفلسطينية.
واستطرد: في الثمانينات من القرن الماضي دعم الشيخ عبدالله الجهاد في أفغانستان وكان يجمع التبرعات للمجاهدين، وكان يقول "إن الطريق إلى فلسطين تبدأ من أفغانسان"، حيث كان يعتبر أفغانستان محطة للتدريب من أجل مواجهة الصهاينة بعد ذلك.
وأشار القيسي إلى أنه عندما أعلن عن قيام حركة المقاومة الإسلامية حماس فرح كثيرا وتهلل، وقال حينها "الآن سيبدأ العمل الحقيقي"، مؤكدا أن الشيخ عمل على دعمها، وعمل على إقناع القيادة السياسية اليمنية على ضرورة فتح مكتب لها في اليمن بعد أن كانت هناك خلافات حول إنشاء المكتب.
وأكد أن الشيخ عبدالله بارك الإنتفاضة الفلسطينية عندما انطلقت واعتبرها شرارة الجهاد، مشيرا إلى أن الشيخ كان حريصا على استمرارها.
وأضاف: في مطلع التسعينات من القرن الماضي وقف الشيخ عبدالله ضد احتلال الكويت من قبل صدام حسين إيمانا منه بأن المعركة لاينبغي أن تكون بين دولة عربية وأخرى، وأن الإمكانات لايجب أن تهدر في الصراع العربي العربي وإنما لابد من ادخارها لصالح الصراع مع إسرائيل وأن تركز الجهود وتتوجه الإمكانات نحو العدو الغاصب.
وقال: كان الشيخ عبدالله يتمنى على صدام الإنسحاب من الكويت فورا والإعتذار لإخوانه أبناء الشعب الكويتي عما جرى حتى يحافظ على القدرات العسكرية الضخمة التي كانت بيد الشعب العراقي لأنها مكسب للأمة وردع لطغيان إسرائيل.
وأشار إلى أن الشيخ عبدالله عمل من خلال رئاسته لمجلس النواب 93-97-2003م على دعم القضية الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية وتحدث عن حقوق الشعب الفلسطينية المغتصبة، منوها إلى أبرز هذه المحطات في كوبا وألمانيا وروسيا، وكذلك مع البنك الدولي في اليمن والسفراء الأمريكيين وسفراء الولايات المتحدة الأمريكية.
وتطرق القيسي إلى العمل المؤسسي للشيخ عبدلله في خدمة القضية الفلسطينية، في مؤسسة القدس الدولية، ومشاركته في مؤتمر مؤسسة القدس رغم الحزن الذي كان يعيشه بسبب استشهاد إبنته رابعة، كما شكل لجنة لفلسطين في البرلمان وفرض نفسه رئيسا لها من أجل خدمتها، وأسس كذلك الهيئة الشعبية لنصرة الشعب الفلسطيني وفك الحصار، كما ساند بقوة القضية الفلسطينية في الإتحاد البرلماني الدولي وعمل على جعل فلسطين عضوا في الإتحاد، مشيرا إلى دور الشيخ في تأسيس إتحاد البرلمانيين الإسلاميين وكان يهدف من خلاله إلى دعم القضية الفلسطينية.
وذكر القيسي لقطات سريعة لمواقف الشيخ عبدالله من القضية الفلسطينية في المؤتمرات الدولية، مشيرا إلى أن الشيخ عبدالله كان يعتبر الخلافات العربية العربية خدمة للعدو الصهيوني، مضيفا: كان الشيخ في الفعاليات الفلسطينية وعندما يؤخذ رأيه عن الفعاليات الداعمة لفلسطين يقول"اعتبروني موافق وإن لم أكن موافق".
وقال: كان الشيخ يردد "من لايهتم بالقضية الفلسطينية فليس عربي وليس مسلم" مشيرا إلى أن الشيخ في السنة الأخيرة من حياته كان يتابع القضية الفلسطينية باستمرار، وعندما اتصل به خالد مشعل وسأله عن صحته رد قائلا"يهمني وضعكم أكثر من صحتي".
من جهته أكد حاتم أبو حاتم القيادي في التنظيم الوحدوي الناصري ورئيس لجنة مقاومة التطبيع أن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر سخر كل حياته في سبيل الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
وقال: أنشأنا لجنة لمواجهة التطبيع مع الكيان الصهيوني وكان الشيخ عبدالله من أكثر المتفاعلين معنا رغم الإنتقادات التي وجهت وكانوا يقولون لنا بأننا نغرد خارج السرب إلا الشيخ رحمه الله، مشيرا إلى أن الشيخ عبدالله حضر عشرات المهرجانات التي كانت تقيمها لجنة مقاومة التطبيع حتى استطاعت أن نقضي على مصانع كانت تعمل لصالح العدو الصهيوني – حسب قوله.
وتطرق أبو حاتم إلى موقف من مواقف الشيخ عبدالله قال إنها تعبر عن سعة الأفق وسعة الصدر التي كان يتمتع بها حيث اقترح أثناء مؤتمر القدس التأسيسي أن يكون أحد نواب المؤسسة من الإخوة المسحيين وهو ما تم بالفعل.
يذكر أن هذه الندوة تقام على هامش أعمال الأسبوع التضامني الثالث مع الشعب الفلسطيني والتي انطلقت فعالياته الإثنين الماضي برعاية رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح.
ومن المقر أن تستمر فعاليات الأسبوع التضامني حتى مساء السبت القادم.