في منتدى الأحمر.. عيسى: موضوع التهدئة العسكرية أصبح مائدة مفتوحة لتسويق كل الملفات الشائكة لدى الأطراف الأخرى

أكد جمال عيسى ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في اليمن أن موضوع التهدئة المطروح في لقاءات القاهرة لم يعد مجرد بحث في تهدئة عسكرية متبادلة بين حركة حماس وفصائل المقاومة من جهة وجيش الإحتلال وقيادته السياسية من جهة أخرى.
وقال – خلال محاضرة له بمنتدى الأحمر – إن موضوع التهدئة العسكرية أصبح مائدة مفتوحة لتسوية وتسويق كل الملفات الشائكة لدى الأطراف الأخرى، ومنها فتح المعابر، وكسر الحصار، والمصالحة الوطنية، والإعمار، وتبادل الأسرى.
وأكد في محاضرته تحت عنوان – ما وراء التهدئة – إن هناك مصالح متعددة من التهدئة لأطراف الصراع المتمثلة في المقاومة، وإسرائيل، ومصر، وفلسطين، وسلطة عباس وحتى إقليميا.
وقال: إن من مصلحة المقاومة في التهدئة هي ترميم المقاومة وتعويض الفاقد من الذخيرة والسلاح، وإعادة الإعتبار للمقاومة في إطار البرنامج السياسي الوطني، وتأمين فرصة لالتقاط الأنفاس لدى المواطنين الذين احتضنوا المقاومة، وتهيئة الظروف الميدانية للشروع في عمليات الإغاثة والإعمار، وكذا كسر الحصار سياسيا واقتصاديا عن قطاع غزة، وتكريس الشرعية السياسية لحركة حماس، ورفع سقف حماس في صفقة تبادل الأسرى.
أما من جانب سلطة عباس فإن مصلحتها من التهدئة – بحسب عيسى - تتمثل في تجديد الشرعية المنتهية لرئيسها، وإلغاء حكومة الوحدة الوطنية وإدارة أموال الإعمار في غزة، وتقزيم الشرعية السياسية لحركة حماس، واستئناف التفاوض على قاعدة إلغاء المقاومة.
وأشار عيسى إلى أن العدو الصهيوني يسعى من وراء التهدئة إلى تحقيق الأمن للمجتمع الصهيوني، واستعادة هيبة الجيش الصهيوني وإعادة الإعتبار له بعد هزيمته، وكذا إلغاء الشرعية السياسية لحركة حماس، وإضعاف المقاومة الفلسطينية ومحاصرتها، وخلخلة الوحدة الوطنية للمقاومة، ووضع غزة تحت سيف التهديد العسكري وشبح عودة الحصار، بالإضافة إلى استئناف التفاوض على قاعدة إلغاء المقاومة.
واعتبر عيسى أن من مصلحة مصر في التهدئة هي عدم الإعتراف بحكومة الوحدة الوطنية، وإلغاء أو تقزيم الشرعية السياسية لحركة حماس، وإضعاف المقاومة ومحاصرتها، وتكريس شرعية رئيس السلطة وفريق أوسلو، واستئناف التفاوض على قاعدة إلغاء المقاومة العسكرية.
وأكد ممثل حماس باليمن خلال المنتدى الذي ترأسه الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر أن أطراف التهدئة تمارس ضغوطا على المقاومة بهدف تمرير شرطها.
وقال: إن الكيان الصهيوني اشترط لتحقيق التهدئة، وقف كافة العمليات العسكرية، ووقف تهريب السلاح، ووقف تشغيل الأنفاق، وربط الإفراج عن الجندي شاليط مقابل فتح المعابر.
وأشار إلى أن الاحتلال الصهيوني حاول فرض مناطق عازلة بحرا وبرا، ومنع المقاومة من ترميم قدراتها، كما رفض تشغيل المعابر، كما منع السماح بالاعمار قبل تشكيل الحكومة الفلسطينية، كما اشترط عدم القبول بتطبيق التهدئة العسكرية في الضفة الغربية.
واتهم عيسى سلطة عباس باتخاذ مواقف ضاغطة على حركة حماس، وتتمثل في عدم إعطاء الشرعية لأي حكومة لاتلبي شروط الرباعية، وعدم التواجد على المعابر إلا بتشكيل الحكومة المطلوبة، وعدم الإفراج على المعتقلين لديها قبل الموافقة على تشكيل الحكومة المطلوبة والقبول بالتهدئة مع العدو، ورفض المقاومة العسكرية باعتبارها خروجا عن القانون وتخضع لقانون مكافحة الإرهاب، وكذا عدم القبول بتطبيق التهدئة العسكرية في الضفة الغربية.
أما من جانب مصر فإن ضغوطها على الحركة فتتمثل – بحسب عيسى – في عدم فتح معبر رفح قبل إلغاء حكومة الوحدة الوطنية، وتشديد الرقابة على الأنفاق والقضاء عليها، ومصادرة المواد الإغاثية والحياتية، وكذا تشديد أو منع دخول السلاح إلى قطاع غزة، وتكثيف الحملة الإعلامية ضد رموز حماس خاصة القيادة السياسية.
واتهم مصر بتكثيف الحملة السياسية ضد حماس إقليميا وعربيا ودوليا، وعدم الضغط على إسرائيل بخصوص منع خلط أوراق التهدئة، وعدم ممارسة الضغوطات اللازمة على الإسرائيليين فيما يخص المعابر أو تبادل الأسرى.
وقال: إن مصر منعت السماح بالإعمار قبل تشكيل الحكومة المطلوبة وترتيب وضع السلطة بمزيد من الشرعية لعباس وفريقه، وإيواء أو السماح لفريق دحلان بالعمل ضد حماس من خلال الأراضي المصرية، وعدم القبول بتطبيق التهدئة العسكرية في الضفة الغربية.
من جهتهم أكد المشاركون على أهمية استمرار الدعم والمساندة المادية والمعنوية مع إخواننا في غزة.
وأكد كل من المهندس عبدالله الأكوع، والشيخ/ حاتم أو حاتم الدكتور أحمد الأصبحي عضو مجلس الشورى بضرورة مواصلة الضغط الشعبي والإعلامي من اجل فتح معبر رفح ورفع الحصار، كون إخواننا في غزة يعانون حربا هي أشد وطأة مما كانت عليه سابقا ويتمثل في الحصار.
واقترحوا إقامة فعاليات عاجلة لدعم الضغط الشعبي لفتح معبر رفح، ورفع الحصار عن غزة، ومواصلة التحرك الشعبي باستمرار.
واعتبروا أن ما يجري الآن من حصار ظالم على قطاع غزة هو محاولة للإتفاف على النصر الذي حققته المقاومة، مشيدين في ذات الصدد بموقف الأتراك الأخيرة، وقال: إنهم أدركوا الموقف الإسرائيلي قبل ان يدركه العرب.
من جهته أكد يحيى الشامي عضو المكتب السياسي للحزب الإشتراكي اليمني أن المعركة اليوم أصعب من المعركة في شكلها السابق، إلا أنه أشار إلى أن هناك تبدلا في ميزان القوى لصالح المقاومة على الصعيد الشعبي العالمي، مؤكدا بأن حماس نجحت بالنأي بنفسها عن أن تقع في فخ العزلة العالمية، وكان لتحرك حماس إلى الجهات الإقليمية تأكيدا على رفض المخطط الأمريكي الذي يهدف إلى عزل حماس عن العالم.