في منتدى الأحمر .. تحذيرات من الشراكة الغير متكافئة بين اليمن وأمريكا

قال الأستاذ عبدالله مجاهد نمران مستشار الصناعة والتجارة إن اليمن يمر بمنعطف خطير في المرحلة الراهنة يتطلب من القيادة السياسية مهارة فائقة لإتقان لعبة التحالفات الدولية.

ودعا في محاضرة له بمنتدى الأحمر تحت عنوان (اليمن وأمريكا والقضايا الأمنية وسياسة التوازن الدولي ) إلى التعاون مع القطب الأوحد بحذر شديد خصوصا وأن اليمن تواجه ثلاثة تحديات رئيسه، هي الشراكة مع أمريكا في مكافحة الإرهاب، والقلاقل الأمنية في والقرصنة البحرية، وكذا الوضع الإقتصادي.

وشدد نمران خلال محاضرته على ضرورة تطبيق سياسة التوازن الدولي والتأكيد على التلاحم الوطني.

وطالب الحكومة اليمنية بتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة في جميع المجالات الاقتصادية والتقنية وأن تكون علاقات طبيعية وطيبة ولكن بدون التدخل في شئوننا الداخلية.

ودعا نمران الحكومة والمعارضة إلى البدء ببناء الثقة فيما بينهم وأن يحلوا مشاكلهم بأنفسهم من أجل الحد من التدخل الأمريكي في شئون اليمن.

وأشار نمران إلى أن الأسباب المؤدية إلى القلاقل الأمنية هي تردي الأوضاع المعيشية، وارتفاع البطالة وما تسببه من إحباط لدى الشباب، ووجود بعض القيادات في مراكز أكبر من أحجامهم بسبب الوساطة والمحسوبية والرشوة، ووجود بعض المتنفذين والذين كان لتصرفاتهم أثر سلبي على بعض المواطنين، وخضوع الدولة لمطالب بعض الخارجين على القانون سواء كان مطالبهم مشروعة أو غير مشروعة، وكذا القرارات الجمهورية الإرضائيه في بعض المحافظات وبعض المؤسسات والوزارات.

وأشار إلى أن من ضمن الأسباب هي إهمال بعض المؤهلين والقياديين من حقوقهم رغم ما يتمتعون به من الولاء الوطني، وضياع حقوق المواطنين بين السلطة المركزية والمجالس المحلية.

  وأكد حاجة الدولة إلى مراجعة منظومة متكاملة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية منها حلول آنية تتعلق بالاحتياجات الضرورية للمواطن وهي كبح ارتفاع الدولار أمام الريال اليمني، وتوفير المشتقات البترولية وخاصة مادتي الديزل والغاز لتعلقهما باحتياجات المواطنين الضرورية وعدم المضاربة بهما لا ن المواطن لا يحتمل ارتفاع أسعارها.

ودعا نمران الدولة إلى منح الشباب قروض ميسرة لإيجاد فرص عمل جديدة لهم من خلال أٌقامة مشاريع صغيرة في مجال التجارة والزراعة والحرف اليدوية، ومساواة المناطق النائية بغيرها من المحافظات من حيث المشاريع والمشاركة السياسية وعدم الاعتماد على أشخاص بعينهم لما قد يولد من الكراهية للسلطة أذا استمرت بهذه الوتيرة دون أشراك المؤهلين.

نمران أكد في محاضرته أن اليمن في إطار سياسة التوازن الدولي تمتلك أوراق سياسية رابحة في مجال اللعبة الدولية رغم ما يعاني من ضغوط وتحديات.

وقال: إن القيادة السياسية العليا بحاجة إلى خلق سياسة متوازنة مع جميع الدول الصديقة بما فيها الولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية الشقيقة، بدون تشنج أو حساسيات على أن تكون المصلحة الاقتصادية على رأسها.

ودعا نمران إلى توسيع العلاقات مع دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية مثل روسيا والصين بهدف إحداث توازن في العلاقات.

وقال إن توسيع العلاقات من شأنه أن يجعل الشركات الأخرى تقدم خيارات أفضل لليمن بغرض المشاركة في الاستثمار.

وأكد مستشار الصناعة والتجارة الحاجة الماسة للتعامل مع الأخطار التي تواجه اليمن بحكمة وحنكة سياسية تُجنب بلادنا الأنزلاق في مهب التيارات الدولية العاتية التي لا تفرق بين العدو والصديق .

ودعا نمران إلى ضرورة أن يكون موقف بلادنا حيال ما يجري بأنه شأن داخلي، وأن تقبل بأي حال من الأحوال أن تصنف اليمن من أي جهة دولية بأنها مأوى للإرهاب .


 تعقيب

 

وفي المنتدى الذي رأسه الشيخ صادق بن عبدالله رئيس المنتدى قدم الدكتور عبدالله الفقيه أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء ورقة تعقيبية تحت عنوان "اليمن وأمريكا في مواجهة التحديات الماثلة".

وقال الفقيه إن اليمن تواجه العديد من التحديات المصيرية وأهمها: الوضع في الجنوب؛ والتمرد في الشمال؛ والتهديد الذي تمثله جماعات العنف؛ والوضع الاقتصادي.

وأضاف: في ظل العجز الداخلي الواضح والضعف الإقليمي المزمن والهيمنة الأمريكية القائمة فإن كل المؤشرات تدل على أن حل مشاكل اليمن يبدأ من واشنطن والعواصم الأوروبية الأخرى ثم يمر بالعواصم الخليجية وفي مقدمتها الرياض وينتهي في صنعاء.

واستطرد: "بالنسبة للأمريكيين فقد نظروا إلى اليمن تاريخيا بسبب موقعها الهام وجوارها لأكبر مخزون نفطي في العالم ومشاكلها الكبيرة على أنها ثغرة أمنية خطيرة وأن التعاطي مع الملف اليمني مكلف جدا مقارنة بالعائد الذي يمكن الحصول عليه، ولذلك أوكل الأمريكيون تاريخيا الملف اليمني إلى حلفائهم في الخليج والسعودية على نحو خاص.

واستدرك: "لكن الواضح اليوم ان هناك مؤشرات نظرية كثيرة على وجود إدراك وقناعة أمريكية - على المستوى النظري - بان الملف اليمني اخطر من أن يختزل في جانب محاربة جماعات العنف والتطرف وان مشاكل اليمن السياسية والاقتصادية والاجتماعية تشكل حزاما ناسفا بحسب تعبير البعض يمكن أن ينفجر في منطقة يملؤها النفط والغاز والممرات المائية والجزر الإستراتيجية التي شكلت تاريخيا نقطة جذب للقوى الدولية.

وحذر الفقيه من المخاطر المسقبلية لقضايا الشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية تتمثل في ارتكاز الشراكة على مكافحة جماعات القاعدة بينما تهمل العوامل المنتجة والمغذية للعنف والتطرف، وأن يتبع النظامان إستراتيجية رخيصة غير مكلفة تعتمد على الصواريخ التي تطلقها طائرات الدرونز أو المدمرات العسكرية المتواجدة في المياه الإقليمية والتي تقتل في النهاية المواطنين اليمنيين الأبرياء وتنتهك القوانين الدولية وتهدر الحقوق الإنسانية المقرة في جميع الشرائع وتدفع بالقبائل اليمنية إلى التحالف مع القاعدة وجماعات العنف وتزيد من تفاقم خطر انهيار الأمن والنظام.

كما حذر الفقيه من تغليب النظام اليمني لمصالحه الآنية في البقاء في السلطة أو كسب التأييد الشعبي على حساب مصالح الشعبين اليمني والأمريكي وعلى حساب مصالح الدول المجاورة والمجتمع الدولي وهو ما سيقود حتما إلى الفشل..فالشراكة الناجحة لا بد ان تقوم على الاستعداد التام للربح والخسارة.    

وأكد أن تجيير الدعم الأمريكي والخارجي عموما لصالح قبيلة أو فئة اجتماعية أو منطقة أو لصالح النظام على حساب المعارضة أو لصالح المعارضة على حساب النظام أو لصالح القوى التقليدية على حساب الحديثة أو لصالح القوى الحديثة على حساب التقليدية أو ان يكرس الإختلالات القائمة في توزيع السلطة والثروة سيقود حتما إلى الفشل.

 

مداخلات

 

وفي مداخلته قال المهندس عبدالله محسن الأكوع إن "اليمن هي الآن شريك لأمريكا في مكافحة الإرهاب، وكان هناك شراكة تنموية واقتصادية قبل 11 سبتمبر أما اليوم فقد تحولت هذه الشراكة إلى شراكة دموية".

وأضاف: "أمريكا شريك وداعم أساسي لإسرائيل وكلما أمل العالم في موقف ضد العنجهية الصهيونية يفاجأ أن أمريكا تقف ضد ذلك الموقف".

واستطرد: "أمريكا تقدم الدعم للصهاينة، لكنها في المقابل لاتقدم الدعم الكافي لشركائها في مكافحة الإرهاب ومنها اليمن بل أثبتت أنها تقدم للإرهاب الصهيوني".

وأكد أن الحكومة اليمنية في هذه المرحلة "أضعف من أن تطالب بتبادل المصالح مع الولايات المتحدة الأمريكية، والشراكة الحالية هي شراكة بلا خيار وفي خط واحد وليس فيها أي مصالح متساوية".

وأضاف: "لا توجد شراكة بين اليمن وأمريكا فنحن العنصر الأضعف ولن يكون لنا شأن إلا إذا بنينا أنفسنا، وإذا تخلينا عن سياسة الأغلبية التي أضرت بكل شيء في البلاد".

من جهته أكد اللواء أحمد قرحس أنه لا توجد تحديات دولية كبيرة أكثر من التحديات التي تواجهها اليمن.

ونفى قرحش وجود شيء إسمه إرهاب، وقال: أنا أسأل لماذا هؤلاء الفقراء هم الذين يصبحون إرهابيين؟ .. لماذا لا نتفهم هؤلاء الفقراء.. هناك فجوة بين الدولة والفقراء يجب تلافي هذه الفجوة التي تدفع القاعدة إلى استغلالهم.

من جهته انتقد عبدالقادر سلام الدبعي ما وصفها بنغمة المارد التركي اليوم.

وقال يجب أن يفكر العرب الآن في المحور الذي يسانده فهناك عدة محاور الأمريكي والأوروبي والصيني والروسي والتركي والإيراني.

وانتقد الدبعي المحور التركي وقال إنه محور تربطه علاقات بإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، فيما المحور الإيراني لاتربطه أية علاقة مع أمريكا وإسرائيل.

من جهته انتقد مقبل نصر غالب الدعوة للبحث عن محاور جديدة تدعم اليمن.

واتهم غالب الحكومة بتدمير الولاء الوطني خلال العشرين سنة الماضية، مؤكدا أنه لايدخل قصر الرئاسة لأنه يطلب منه أن يتحدث عن منطقته وليس عن الشعب.

وقال: "هذه الثقافة هي التي أولتنا إلى التمزق الذي نعيشه حاليا، ويبدو أنها ثقافة عربية منذ الاحتلال الفارسي والروماني".

وطالب غالب "بإعادة تدريب المسئولين اليمنيين حول كيفية الاستغناء عن الآخر وعن الوطنية، وأن يدربوا على التفكير في بناء اليمن أولا فقد انتهى التفكير من أن أجل الوطن.

من جهته دعا عبدالإله أبو غانم الأستاذ بجامعة صنعاء دول العالم الثالث أن تتوحد في مواجهة الغطرسة الأمريكية.

وانتقد أبو غانم النظام الرأسمالي وقال: إنه أصبح غير مجدي للبشرية.

وأرجع مشاكل اليمن إلى المعيشة الصعبة التي يعيشها اليمنيون، مؤكدا أن تحسين الوضع المعيشي لن يكون إلا بتكوين نظام اجتماعي جديد وعادل.

من جهته عثمان العبسي أكد أن مشاكل الشعب اليمني تكمن في أن السلطة اليمنية هي المسئولة عن الهيمنة الأمريكية الحالية على البلاد.

وأكد أبو الفضل الريمي أنه لا توجد أي مصلحة من علاقة اليمن بأمريكا، بل أن أمريكا هي المستفيدة، فالتوازن مفقود في هذه الشراكة.

وقال: أمريكا تدعم النظام الفاسد في اليمن لأنه ينفذ لها ما تريد، والحاكم اليمني سلم السيادة اليمنية لأمريكا.

ودعا يحيى الشامي إلى الإستفادة من تجارب الآخرين لتفادي الهيمنة الأمريكية القائمة حاليا.

وقال: علينا أن نفتش في الأساليب للتخلص من هذه الهيمنة، ولابد من استراتيجية لدى النظام اليمني للخروج من هذه الهيمنة.

وأكد أن اليمن قادرة على التخلص من هذه الهيمنة من خلال استغلال الموارد المتاحة والاتجاه لبناء الدولة الاقتصادي.

وأضاف: لابد أن ندرك بأننا نواجه مشكلة في العلاقة مع أمريكا التي تدعم الكيان الصهيوني الذي له طموح في الدول العربية.

  

 

اليمن وأمريكا والقضايا الأمنية وسياسة التوازن الدولي ..أعدها للمنتدى الأستاذ - عبدالله مجاهد نمران مستشار الصناعة والتجارة

http://www.alahmar.net/news_details.php?sid=1124

 

   

 اليمن وأمريكا في مواجهة التحديات الماثلة .. تعقيب أعده للمنتدى د. عبد الله الفقيه - أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء

  http://www.alahmar.net/news_details.php?sid=1125