المشاركون في منتدى الشيخ الأحمر يطالبون بحوار سياسي شامل وجاد لإخراج البلاد من الأوضاع الحالية

أجمع المشاركون في منتدى الشيخ الأحمر على أهمية الحوار الجاد والبناء للخروج من الأزمات التي تعيشها البلاد حاليا.
وفي ورقة عمل قدمها يونس هزاع عضو اللجنة السياسية للمؤتمر الشعبي العام اعتبر الحوار مصدر ثراء للحياة السياسية، وترشيد وعقلنة للسلوك السياسي، ووسيلة لمعرفة الطرق التي يفكر بها الآخر.
وأكد أن الحوار البناء هو الحوار الذي ينطلق من ثوابت ومحددات، ويستهدف تحقيق آمال وطموحات وطنية، وهو الحوار الذي يستهدف تنمية نقاط الاتفاق والوصول إلى آليات في الأفكار والبرامج والرؤى.
وهاجم هزاع في ورقته - التي قوبلت بكثير من النقد – أحزاب اللقاء المشترك، وقال: إنها لا تمتلك فلسفة واضحة لمفهوم الحوار ليس فيما بنها فقط ولكن أيضا فيما بينها والأحزاب الأخرى بما في ذلك الحزب الحاكم.
وأضاف: إن أحزاب المشترك ترفض الحوار مع أحزاب المجلس الوطني للمعارضة وأحيانا تقبل الحوار مع المؤتمر، وأحيانا تضع شروطا مسبقة للحوار، وتارة تطلب  الحوار مع الرئيس بدلا من الحوار مع قيادات المؤتمر، ومرة لا تستجيب للحوار مع الرئيس.
واستطرد: إن أحزاب المشترك عادة لاتدعو إلى الحوار وإن كانت أحيانا تدعي إدراكها لأهميته، لكنها تحمل الآخرين وخاصة المؤتمر مسئولية انسداد الحوار، مضيفا: أحزاب المشترك تطلق بين وقت وآخر مشاريع في الهواء تسميها مبادرات لإصلاح النظام السياسي، والنظام الإنتخابي وتسوية الملعب وحل الأزمات وغيرها.
وأشار هزاع في ورقته إلى مبادرة  المؤتمر الشعبي العام، وقال: إن رد المشترك عليها كان قاسيا ومتحاملا بدون مبرر.. مشيرا إلى أن رؤية المؤتمر الشعبي العام ومبادرته حملت رغبة صادقة في الحوار والتواصل وأظهرت الجدية والالتزام في تنفيذ ما تم ويتم التوصل إليه من اتفاقات.
وطالب في ختام ورقته التي حملت عنوان (الحوار السياسي بين الأحزاب اليمنية .. الحاضر والمستقبل) بالابتعاد عن المناكفات والاستهتار بالقضايا الوطنية والوقوف صفا واحدا مع المؤتمر الشعبي العام ضد أعداء الثورة والوحدة والنظام الجمهوري.. داعيا الأحزاب السياسية إلى الوقوف بتجرد أمام محكات جديدة لا تقل أهمية عن التحديات التاريخية التي مرت بها اليمن في الماضي، مطالبا باستيعاب  التطورات والتحولات العالمية المحيطة في عالم تشكل ثورة المعلومات والإتصالات أبرز سماته الرئيسية.
وفي الندوة التي أدارها الشيخ حمير بن عبدالله الأحمر اتهم محمد مسعد الرداعي - الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الناصري – المؤتمر الشعبي العام بالمبادرة إلى نقض الإتفاقات الموقعة والتي كان آخرها اتفاق المبادئ الذي لم ينفذ منه سوى نقطيتين من 12 نقطة.
وأضاف: الاتفاقات التي تمت بين أحزاب المشترك والحزب الحاكم تأتي إما قبل الانتخابات وبالتالي لا ينفذ منها سوى الجزء اليسير، مثلما حصل في اتفاق المبادئ الذي لم ينفذ منه سوى نقطة تشكيل اللجنة العليا للإنتخابات، فيما بقية المواد تركت دون تنفيذ، وانتهكها المؤتمر الشعبي العام.
وأكد الرداعي أن ثقافة الإقصاء هي السائدة عند المؤتمر الشعبي العام، مؤكدا بأن هذه الثقافة هي التي أوصلت البلاد إلى هذه الأوضاع المتردية.
وقال: الأخوة في المؤتمر يستقوون بالأغلبية ويحاولون تمرير قضايا هامة على حساب الهم الوطني العام..مشيرا إلى أن انتخاب المحافظين مثل انتهاكا للمادة 75 من الدستور اليمني حيث أن هذه المادة تمنع الجمع بين عضوية مجلس النواب وعضوية المجلس المحلي.
وأكد أن المشترك لم يعد ينظر إلى الحوار من زاوية الانتخابات فقط وأن الوضع الحالي يتطلب حوار وطني واسع لا يقتصر على الانتخابات، وإنما يتناول كل القضايا الوطنية الحالية، ومنها حرب صعدة والجنوب والوضع الإقتصادي وغيرها من القضايا بشرط أن يكون هذا الحوار بعيدا عن الاستقواء بالسلطة.
من جهته انتقد الدكتور عيدروس النقيب - رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني – ما جاء في ورقة هزاع.. وقال: كنت أتمنى من هزاع أن يبرر فلسفيا مفهوم الحوار والفرق بين الاتفاقيات والمحادثات .. مشيرا إلى أن قيادة المؤتمر لازالت تخلط بين الحوار والمحادثات والإتفاقات.
وأكد أن اليمن تعيش حاليا أزمات مركبة وهو ما يستدعي شراكة وطنية في الخروج من الوضع الحالي .. مستدركا: لا أقصد هنا بالشراكة الوطنية العودة إلى السلطة ولكن أن نشترك جميعا في إنقاذ الوطن.
واستطرد: الأخوة في المؤتمر الشعبي العام من شدة الإعجاب لا يريدون أن يعترفوا بالأزمات وينكرون أن هناك أزمة في صعدة وفي المحافظات الجنوبية .. متسائلا: لماذا جمد المؤتمر الشعبي العام الحديث عن مبادرة الرئيس؟ ولماذا المبادرة الأخيرة لم تذكر الحوار مع المجلس الوطني للمعارضة وذكرت الحوار مع المشترك في حين أن هزاع يتحدث عن أن المشترك لا يريد الحوار مع المجلس الوطني للمعارضة التي هي أحزاب قانونية؟
واستغرب عن حديث السلطة والمؤتمر أن الحوثيين يريدون العودة إلى العهد الإمامي .. واعتبر هذا الحديث تشكيك في بنية الثورة اليمنية بعد أربعة عقود ونصف من الزمن .. مضيفا: أنا ذهبت إلى صعدة وقابلت عبدالملك الحوثي حيث لا يوجد لديه أي شيئ مما تتحدث عنه السلطة والمؤتمر، ووجدت أن العلم اليمني وصور الرئيس علي عبدالله صالح معلقة فوق المباني.. مؤكدا أن المشكلة كما قال مؤخرا الدكتور رشاد العليمي هي مشكلة فكرية وهي بحاجة إلى مواجهة فكرية وليس مواجهة بالسلاح.
وأشار النقيب إلى ما يحدث في الجنوب ورفع الشعارات الإنفصالية، وقال: مع أنني ضد هذه الشعارات تماما لكن  السلطة التي تطالبنا اليوم بإدانة الشعارات الإنفصالية لم تسأل عن الأسباب التي دفعت بذلك الشخص الذي قاتل في 7 يوليو مع الرئيس علي عبدالله صالح  أن يرفع اليوم الشعارات الإنفصالية.
وأضاف: أنا لا أبرر الدعوات للإنفصال لكن كيف أقنع شخص قتل إبنه في المظاهرة ونهبت أرضه من قبل نافذين، ولم تعود له وظيفته.
وطالب السلطة بمعالجة أسباب هذه المشاكل قبل أن تطالبنا بالإدانة فالإدانة سهلة لكن على السلطة أيضا معالجة الأسباب.
من جهته عبدالله المقطري أكد أن الحوار مطلب رباني قبل أن يكون مطلب سياسي، فحين حاور الله إبليس طلب منه  إبليس في النهاية أن يجعله من المنظرين فأعطاه الله ذلك، ولم يقول له إذهب واشرب من ماء البحر.
وأكد أن الحوار ضرورة وطنية فالبلاد تعيش أزمة حادة .. معتبرا أن الحوارات التي تدور حاليا هي جزئيات وحوارات ترقيعية والوطن بحاجة إلى حوار جاد يخرج البلاد من الأزمات التي تعيشها.
وأضاف: يكفي أحزاب المشترك رغم أنها ضمت اليمين والوسط واليسار أن لديها فلسفة مشتركة أوجدت من خلالها نفسها على أرض الواقع، وهذا دليل أن لديهم رؤية وشعور بالمسئولية الوطنية، ويكفي المشترك أن لديه رؤية واضحة ومكتوبة قدمها العام قبل الماضي.
الدكتور غالب القرشي من جهته انتقد ما جاء في ورقة هزاع، وقال: كنت أتوقع أن يكون الحديث في الورقة عن أهمية الحوار لأننا من خلال هذا الجلوس نريد أن نقرب لا أن نخرب .. مشيرا إلى أن الورقة تضمنت هجوما شديدا واستهتارا وتحتاج إلى رد كما أنها خالية من الناحية العلمية.
وأكد القرشي الحاجة إلى جهة ثالثة يحتكم إليها المشترك والمؤتمر تقبل الحقيقة وتصوب الخطأ حتى نصل بالسفينة إلى بر الأمان.
وطالب حسين الصوفي الأحزاب بإعادة الثقة فيما بينها لأن ما يمر به الوطن يحتم علينا الحوار باعتباره الأساس.
وأضاف: هناك العشرات من القضايا التي يجب أن تدخل ضمن هذا الحوار.. مشيرا إلى أن هناك مشاكل كثيرة تعاني منها المحافظات اليمنية ولكن على الأحزاب اليمنية أن تتوجه بالنقد للسلطة فالأخطاء ليست أخطاء الوحدة فالوحدة فعل عظيم ودين وأخلاق.
من جهته مطهر أحمد تقي وكيل وزارة الثقافة أشار إلى ما كان يتمتع به الشيخ عبد الله رحمه الله من روح جلبت الثقة لدى الجميع.
وقال: كان الشيخ عبدالله رجل المراحل العظام، وكان الرجل الذي بحضوره يستطيع أن يحل أي قضية.. داعيا الأطراف السياسية إلى إدراك ذلك.
وأضاف: الحوار ليس غاية لكنه وسيلة وهناك قضايا وإشكالات يجب أن يقف الجميع بصددها .. مطالبا بتقديس الوحدة اليمنية فالمحافظات جميعا تعاني من مشاكل سواء الشمالية أو الجنوبية.
واستطرد: أنا عندما أرى أن المتظاهرين في المحافظات الجنوبية معظمهم من الشباب أدرك تماما أننا فشلنا في تعميق روح الوحدة .. مطالبا بتعزيز روح الوحدة الوطنية من خلال المناهج الدراسية.
من جهته طالب عبدالسلام الأثوري بحماية الدولة من الإحتلال والسيطرة الحزبية باعتبار أن الدولة تشكل ضمير الكل.
وقال: لا زلنا نعاني من شمولية الدولة والسيطرة الحزبية حيث أصبح هناك شعور لدى الموظف أنه إذا انتمى إلى الحزب الحاكم فسوف يتغير وضعه.
سنان العجي القيادي في المؤتمر الشعبي العام انتقد في البداية الهجوم على ورقة يونس هزاع ، ونصح بالتجرد من الحزبية إلا أنه عاد لاتهام المشترك بالتهرب من الحوار وأنه لم يقعد رغم دعوة المؤتمر له.
وقال مدافعا عن المؤتمر: نحن في كتلة المؤتمر ننتظر منذ شهر أكتوبر الماضي من أجل تنفيذ التعديلات على قانون الإنتخابات، ونحن نؤجلها بانتظار توافق بين الأحزاب وكل ذلك من أجل مصلحة الوطن.
وأضاف: إتفاق المبادئ تنصل منه المشترك اليوم وهو من اقترح تشكيل اللجنة العليا من القضاة واليوم لا يريد ذلك.. متمنيا أن يؤسس المنتدى لقاعدة حوار جادة تحل المشاكل العالقة في الوطن.
وطالب مقبل نصر غالب الأحزاب اليمنية بالحوار حول القضايا التي تهم الشعب اليمني ومناقشة ظروف الشعب المعيشية الصعبة.
 من جهته قال علي سيف حسن: إن ما نشهده اليوم هي المسرحية الخامسة لما قبل الإنتخابات فنحن نمشي في خط دائري.
وأشاد حسن بالرسالة الأخيرة التي وجهها المشترك لرئيس الجمهورية، وقال: إنها صيغت بشكل متميز وهي أرقى ما وصل إليه العمل السياسي في اليمن.
وأضاف: الرسالة حددت بموضوعية القضايا التي يجب الحوار حولها، وشخصت المشكلة بشكل دقيق.. معتبرا الرسالة هي المدخل الحقيقي لحوار جاد وبناء.
واستطرد: هناك مخاطر تتمثل في أن كل واحد منا يريد أن يمثل شخصية عمرو بن العاص ويرفض شخصية أبو موسى الأشعري ولا أحد يمتلك صفات هذين الرجلين.
وقال: أنبه الجميع إلى أن الشيخ الأحمر لم يعد موجودا حيث كان الجميع يناور ويفاوض لكنه مطمئن إلى أنه في الأخيرة سيجد شخصية تحل الإشكال القائم .. مؤكدا أن اليمن لا تستطيع أن تتحمل وقف عجلة الحركة وإذا توقفت فهذا يعني الإنتقال إلى مربع آخر.
من جهته اعتبر أبو الفضل الريمي أن الحوار مسألة قيمية وأخلاقية وهي تسلكها المجتمعات المتحضرة.
وشدد على ضرورة أن يشمل الحوار كل القضايا التي تهم الوطن، ونقل الحوار من النخبة إلى الشعب لأن السلطة نكثت بالإتفاقات بينها وبين الشعب ولم تعد تعمل بالدستور والقانون في الكثير من المجالات.
أمين أحمد فارع نصح حزب المؤتمر الحاكم أن يأخذ بما يطرحه المشترك باعتباره أقرب مما يطرحه الآخرين بكثير.
وأشار إلى الأسس التي يجب أن يبنى عليها الحوار، وهذه الأسس تتمثل في الندية التي لا تعني بالضرورة أن يكون هناك أغلبية، كما أن الحوار يجب أن يكون أساسه المجتمع.
د الدكتور محمد الظاهري  أكد أن الثقافة اليمنية ثقافة غير حوارية فاليمنيون ينادون بالحوار لكنهم لا يتحاورن.
وأضاف: هناك متطلبات للحوار أهمها الثقة السياسية بين الفرقاء، والاحترام والندية.
واستطرد: الاحترام غير موجود ودليلي على ذلك ورقة يونس هزاع حيث لما تعترف تماما بالأزمات الحالية، كما أن الندية غير موجودة، فالثقافة السائدة عندنا أن السياسي لا يخطئ.
وانتقد الظاهري ورقة يونس هزاع التي قدمها للمنتدى وقال إنها كتبت بنفس حزبي ولم تشخص الواقع، وانتقلت إلى تمجيد الذات، كما استخدمت لغة وحججا هروبية.
وطالب الظاهري - وهو سياسي مستقل - بالإعتراف بالمشكلة والأزمة الحالية، والتشخيص السليم للحياة اليمنية.
ودعا المؤتمر الحاكم إلى إشراك أعضائه في صناعة، مذكرا الحزب الحاكم بما يطرحه البعض من أعضاء اللجنة العامة للمؤتمر بأنهم لا يشاركون في صنع قرارات المؤتمر.
كما طالب أحزاب اللقاء المشترك بالقرب من قوعدها أكثر.
من جهته قال سلطان العتواني الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري إن المشترك ينظر للحوار كقيمة حضارية، وهو يرفض الإساءة إلى هذه القيمة، مضيفا: المؤتمر حاصل على الأغلبية ومن حقه أن يشكل الحكومة لكن ليس من حقه امتلاك الوطن.
وقال: عندما نتحدث عن الشراكة يذهب الأخوة في المؤتمر إلى أننا نريد أن نتقاسم السلطة معهم، وهذا نرفضه تماما ولا نريد أن يتفضل علينا المؤتمر لأننا نريد أن نصل إلى الحكم عن طريق الإنتخابات الحرة، ونقول للمؤتمر هنيئا لكم الكعكة الكبيرة التي حصلتم عليها عن طريق الإنتخابات الغير نزيهة.
وأكد أن المشترك لديه رؤية واضحة لإصلاح الأوضاع في البلاد، كان ينبغي على المؤتمر أن يتعامل معها بروح مسئولة لكنه اعتبرها انقلابا، وعندما طرح الرئيس مبادرته وطرح قضية النظام الرئاسي لم يعتبرونه انقلابا.
واتهم العتواني المؤتمر الحاكم بأنه يجيد صنع الأزمات فهو يدعو المشترك للحوار ويتهمه في ذات الوقت بأنه فاسد وإنفصالي وإمامي.
وأضاف: ينتقدوننا على موقفنا من أحداث صعدة مع اننا نريد أن نخرجهم من الورطة التي أدخلوا الوطن فيها، فالمشترك ومنذ أول يوم وهو يعلن رفضه للحرب ويدعو إلى الحوار.
ومن المقرر أن يواصل المنتدى الإثنين القادم مناقشة موضوع الحوار السياسي بين الأحزاب اليمنية.