المشاركون في منتدى الأحمر يطالبون بإعادة النظر في وضع التعليم باليمن

 
أكد الشيخ حمير الأحمر أن مشكلة التعليم في اليمن هي مشكلة تهم كل اليمنيين بلا استثناء باعتبار أن التعليم هو الذي يرسم مستقبل البلاد ويحدد معالم وملامح التطور والتقدم.
وقال - خلال جلسة منتدى الأحمر التي ترأسها اليوم الإثنين - إن التعليم هو هم الجميع لذا يجب إيلائه عناية خاصة.. مشيرا إلى الواقع الذي أصبح فيه التعليم يعاني من مشاكل كثيرة كضعف التأهيل وكذا المخرجات الغير مستوعبة في سوق العمل وغيرها.
هذا واجمع المشاركون في المنتدى على تردي الواقع التعليمي العام في اليمن.
وأشاروا إلى أن الواقع التعليمي لم يعد يواكب التطورات الحاصلة في مجال التربية والتعليم، وان واقعنا التعليمي لايزال يفتقر إلى كثير من المقومات على العديد من المستويات.
وذكر الدكتور بدر سعيد الاغبري الأستاذ بكلية التربية جامعة صنعاء عددا من المعوقات التي تقف أمام تقدم التعليم في البلاد في عدد من المجالات ابتداء من الأهداف والمناهج الدراسية والمعلم والإدارة، مرورا بالتوجيه  والإشراف والمبنى المدرسي ، والتقنيات التربوية والأنشطة المدرسية وأولياء الأمور .
وقال: إنه لمن الأسف أن نجد دولا لاتملك ثروة نفطية ولاذهبا ولا فضة وإنما تعليم حقيقي أصبحت اليوم تنافس العالم في التكنولوجيا مثل تايوان وماليزيا في حين لازلنا نراوح مكاننا.
ونوه الأغبري خلال محاضرة له تحت عنوان (( واقع التعليم العام في اليمن )) إلى المراحل التي مر بها التعليم في اليمن ابتداء بمرحلة ما قبل ثورتي سبتمبر وأكتوبر وما بعد هذه الثورتين ومرحلة ما بعد الوحدة اليمنية، مشيرا إلى أن التعليم شهد نقلات كبيرة خصوصا بعد قيام الثورة اليمنية بعد أن كان التعليم منحصرا على الكتاتيب في المحافظات الشمالية، ومقتصرا على أبناء عدن في الجنوب، مشيرا إلى أن القادمين إلى عدن لم يتمكنوا في تلك الفترة من الإلتحاق بالتعليم إلا بعد أن جاءت مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية عام 1908حيث كانت أول مدرسة خاصة استقبلت فيها القادمين من المحافظات الشمالية وبقية محافظات الجنوب.
وقسم الأغبري مراحل تطور التعليم في اليمن إلى أربع مراحل تمثلت الأولى في مرحلة التكوين والبناء من عام 1962 -1970 والمرحلة الثانية من عام 1970- 1975م أما المرحلة الثالثة فهي من 76- 90م فيما بدأت المرحلة الرابعة من عام 1990 حتى وقتنا الحاضر.
وأشار إلى جوانب التطوير في التعليم ابتداء من إنشاء وزارات التربية في الشطرين واستقدام المعلمين  المصريين بمناهج مصرية ومن ثم تأليف مناهج خاصة وبعد ذلك إنشاء الجامعات، منوها إلى عدد من الإصلاحات في جانب التعليم بعد الوحدة، منها عمل الاستراتيجيات مثل استراتيجية محو الأمية، والتعليم الأساسي، وتعليم الفتاة، واستراتيجية تنمية قطاع التعليم في الخطة الخمسية الأولى 96-2000م .
الدكتور الاغبري انتقد الانفصال الموجود بين هذه الاستراتيجيات وشبهها بالجزر المنفصلة، مطالبا بان تكون هناك إستراتيجية موحدة للتعليم في اليمن .
وأكد الأغبري خلال جلسة المنتدى أن هناك مشاكل تواجه التعليم من أهمها صعوبة المناهج الدراسية التي وصفها بالمعقدة جدا ليس على الطالب فقط وإنما على المدرس أيضا.
واعتبر من ضمن المشاكل التي تواجه التعليم هي ذكورية التعليم حيث تحرم الفتاة من الإلتحاق بالمدرسة لعوامل عدة منها طبيعة المجتمع وبعد المدارس والزواج المبكر .
وشدد الأغبري في محاضرته على ضرورة إعادة النظر في وضع التعليم بشكل عام، مشيرا إلى أن النظام التعليمي في العالم تعدى ما هو موجود في اليمن "فليس هناك تعليم ثانوي علمي وأدبي لأن هذا النوع من التعليم لايخرج مؤهلين إلى سوق العمل"، واصفا التعليم في اليمن بالتعليم البنكي أي مجرد إدخال وإخراج – حد تعبيره.
ودعا الأغبري إلى ضرورة إعادة النظر في الفلسفة التعليمية للتعليم الجامعي وكذا المناهج الدراسية الخالية من المهارات والمعلومات.
وفي المنتدى استعرض الأستاذ عبد القوي القيسي مدير المنتدى أرقاما وصفها بالمهولة في مجال التعليم في اليمن. وقال: إن إجمالي الطلاب في اليمن 5 مليون و177 ألف طالب وطالبة فيما يصل عدد المعلمين إلى 167 ألف 88 ألف منهم دون الثانوية والجامعيون 47 ألف معلم ومعلمة.
وأشار إلى أن معدل الالتحاق بالتعليم يصل إلى 65% فقط  فيما تصل نسبة الملتحقين بالتعليم عند عمر السادسة 30% وعند السابعة 59% ، منوها إلى أن عدد مدراء المدارس 9998 في حين هناك أكثر من 12000 ألف مدرسة .
واستخلص القيسي عدداً من الحلول أهمها إعادة الرؤية للتعليم، وتفعيل دور الأجهزة المعنية، وتصحيح وضع الامتحانات، وإعادة النظر في التشريعات القائمة، وإبعاد الحزبية عن التعليم العام، وربط التعليم بالتنمية، ورصد الميزانية المناسبة لتطوير التعليم.
إلى ذلك شدد المشاركون في المنتدى على ضرورة وضع حلول للحالة التعليمية في البلاد، والحد من التدهور التعليمي الحاصل.
واعتبر زيد الشامي عضو لجنة التعليم بمجلس النواب أنه بالأمل يمكن أن نسعى نحو التغيير، مشيرا إلى أن هناك إشكالية قائمة تتمثل في نظرة الحكومة للتعليم "هل هو استثمار طويل الأجل أم مجرد خدمة مثل باقي الخدمات كالنظافة وغيرها؟" .
وقال الآخرون ينظرون للتعليم انه استثمار طويل الأجل في حين لازالت الحكومة اليمنية تنظر له على أنه مجرد خدمة، معتبرا هذه النظرة بأنها هي المشكلة الحقيقية.
وأشار إلى عدد من المشاكل الموجودة في الساحة التعليمية وتتمثل في خلو التعليم في اليمن من الجانب المهاراتي "فالطالب اليمني ليس لديه المهارات الموجودة عند الآخرين".
وأضاف: لدينا مشكلة تتمثل في تدني المستوى التعليمي لكن المشكلة الكبرى أن القائمين على التعليم لا يريدون الاعتراف بها.
واعتبر من ضمن المشاكل التعليمية سوء المدخلات و التأثير السياسي من خلال استبعاد كثير من الكفاءات التعليمية وإحلال عناصر ليس لديهم حتى شهادات ثانوية.
من جهته أكد أحمد الرباحي نقيب المعلمين اليمنيين أن التعليم في اليمن شهد تقدما ملحوظا خلال العقود الماضية "وعندما نقارن بين الوضع الحالي وما قبل الثورة اليمنية فهناك تقدما كبيرا، مستدركا: لكن الحقيقة عندما نتتبع التعليم نجد أن هناك انقلابا على جوهر العلمية التربوية، ولوقارنا بين مخرجات التعليم سابقا والمخرجات الحالية لوجدنا فارقا كبيرا بسبب عدد من العوامل منها التوسع الكمي، والسياسة التربوية ، والإختلال في منظومة العملية التربوية.
وأشار إلى عدد من النقاط وصفها بالهامة، وتتمثل في المعلم أولا حيث يعتري واقع المعلم كثير من النقص التأهيلي، كما يعاني من الضعف الاقتصادي ما يضطره إلى البحث عن سبل عيش جانبية لاتتناسب مع مهنته التي يجب أن يحترمها المجتمع.
واعتبر الرباحي من ضمن الإشكالات ضعف التقدير المجتمعي والرسمي للمعلم، وكذا وضع الإدارة المدرسية الذي وصفه بالمأساوي ، والمعتمد على معيار الولاءات الحزبية وليس الكفاءة.
ونوه إلى أن هناك تطورا في المناهج اليمنية ونقلة كبيرة فيها لكن المشكلة – حد تعبيره - في بقاء المناهج كما هي وعدم إدخال الملاحظات منذ عشر سنوات، وعدم تعميم دليل على شريحة المدرسين كاملا.
إلى ذلك طالب أحمد الجرموزي رئيس مكتب الإرشاد التربوي بجامعة صنعاء بفتح مدارس نموذجية وتوفير الإمكانات للمدرس، مشددا على ضرورة إيلاء المعلم في الصفوف الأولى أهمية خاصة كونه يتحمل العبئ الأكبر في تأهيل الأجيال منذ البداية.
وأشار إلى وجود اختلال في القيم أصبح يعاني منها التعليم في اليمن منها ظاهرة الغش والعصابات المدرسية والاعتداءات على المدرسين، مطالبا بتوفير أخصائي قيمي في كل مدرسة.
وقد أقر المنتدى أن يكون موضوع الجلسة القادمة حول ظاهرة الغش وآثارها على المجتمع وعلى مستقبل اليمن.