الشيخ صادق يدعو إلى إبعاد قطاع التعليم في اليمن عن الحزبية

دعا الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر إلى إبعاد الحزبية عن الإدارات والقطاعات الخدمية في الدولة وخصوصا قطاع التعليم.
وأكد خلال ندوة الغش في اليمن التي أقامها منتدى الأحمر اليوم الإثنين على ضرورة أن تعطى القطاعات الخدمية للكفاءات بغض النظر عن انتمائهم السياسي.
وفي الندوة التي أقيمت مساء اليوم حذر المشاركون في المنتدى من أن استفحال ظاهرة الغش في اليمن قد يقود إلى مستقبل غير محمود للأجيال القادمة.
وأجمعوا على أن ظاهرة الغش أصبحت من المشاكل الخطيرة التي تواجه المجتمع اليمني بأسره، مشددين على ضرورة إيجاد الحلول العاجلة والمناسبة لها.
وأكدوا خلال الندوة التي رأسها الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر بأن الغش يتنافى مع قيم وأخلاق المجتمعات السليمة، وأنه لايمكن أن يكون الجيل القادم سليما من الأمراض الإجتماعية مالم يتم معالجة هذه الظاهرة.
وقال الدكتور/ أحمد الجرموزي رئيس مركز الإرشاد التربوي والنفسي بجامعة صنعاء في ورقة قدمها للمنتدى إن الغش غدا ظاهرة معلومة وبينة ومعروفة لكل من يراقب بدقة الامتحانات، وخاصة في مرحلة الشهادة الثانوية لما لها من أهمية كبيرة لدى الطالب كونها يتوقف عليها استمراريته أو عدم ذلك في الجامعات اليمنية التي حددت معايير القبول، وعدد المقبولين.
وأشار إلى أن الغش ومظاهرة يشهد ارتفاعا ملحوظا في الأعوام الأخيرة قد ربما تصل إلى الضعف حيث كان إجمالي مظاهر الغش في عام 2003م 1388 حالة، فيما سجلت في عام 2008 نحو 1852 حالة غش تنوعت بين انتحال الشخصية والهروب بالدفتر واعتداء وتهديد وغش دفتري وغش بالقوة وفوضى وشغب وتمزيق دفاتر واستبدال ونزع دبابيس ودفترين لنفس المادة وأكثر من نموذج وحالات أخرى.
وقسم الجرموزي أسباب الغش في الإمتحانات إلى قسمين أسباب متعلقة بالطالب وبيئته، ومنها قصور تربية الطالب على القيم الإيجابية، وعدم متابعة الطالب في استذكار الدروس، وانعدام القدوة وتراجع النظرة السليمة من المجتمع لأهمية التعليم، وانعدام الثقة بالنفس.
وقال: إن هناك أسبابا تتعلق بعملية التعليم والتعلم وتتمثل في اختلال العملية التعليمية التي ترتكز على المعلم، والقصور في إعداد المعلم، وازدحام الفصول الدراسية، وتأخر وصول الكتب الدراسية، وصعوبة الدروس وخاصة العلمية، ونقص المعلمين، وعدم وجود وسائل تعليمية تساعد على فهم الدروس، وكذا ندرة المعامل، وضعف الإدارة المدرسية.
وتطرق الدكتور الجرموزي في ورقته تحت عنوان (الغش في الإمتحانات، مظاهره – أسبابه – علاجه) إلى عدد من المقترحات والتوصيات من أجل معالجة ظاهرة الغش ومنها غرس الإيمان بالله في عقل الطالب وقلبه، والإهتمام بالأسرة، وإصلاح العملية التعليمية، والإهتمام بالمعلم، وإصلاح الإدارة التعليمية.
وشدد الجرومزي على ضرورة السعي لتطوير برامج إعداد المعلم بهدف رفع مستواه، وربط أولياء أمور الطلاب بالمدرسة، مطالبا إدارة المدرسة ببذل جهود إضافية تجاه المتأخرين دراسيا وذلك بإعطائهم دروسا إضافية في غير الأوقات الدراسية.
ما فيا غش
الدكتور أحمد الأصبحي وزير التربية الأسبق من جهته أكد أن الغش أصبح ظاهرة تتحدا الجميع ويتحدى مستقبل الأجيال القادمة.
وقال في مداخلته: هناك مافيا غش تجعل من موسم الاختبارات موسما للغش وللإبتزاز، كما أن هناك غش متفق عليه وهناك تزوير تقوم به هذه المافيا.
وطالب الدكتور الأصبحي بإعادة بناء المناهج التي قال إنها مثقلة بمواد دراسية لامعنى لها، وأن تعاد وفقا لما يشاء اليمنيون لاوفقا لما يريده الإمريكا – حد تعبيره - مشددا على ضرورة إعادة النظر في السلم التعليمي واختصار السنوات الدراسية كما فعلت بعض البلدان، وإعادة بناء طرق الإمتحانات بشكل تعيد الثقة للطالب.
وشدد الأصبحي على ضرورة تقييم الكنترول وتدوير الوظيفة فيه بدلا من إبقائها لأشخاص محددين.
من جهته أكد أحمد الرباحي نقيب المعلمين اليمنيين أن ظاهرة الغش تتفاقم يوماً يعد يوم رغم الجهود المبذولة في الحد من ذلك، مؤكدا بأن هذا التفاقم ناتج عن عدد من العوامل السياسية والإقتصادية والإجتماعية.
وأضاف: أنا قلت في الندوة السابقة لهذا المنتدى أنه لايمكن أن نربي جيلا تربية صحيحة ونحن نعلمه على الكذب في الانتخابات والتفنن في أساليب التزوير، وهذا خطأ كبير أن نقحم أبناءنا في هذا الجانب.
وأشار الرباحي إلى أن هناك مظاهر للغش منها التجمعات حول المراكز الامتحانية، واستغلال النفوذ، مطالبا برفع أجور المراقبين وتطبيق نصوص قانون المعلم التي تتضمن عقوبات شديدة ضد من يمارس الغش.
 
طريقة الكتاب المفتوح
المهندس/ عبدالله الأكوع من جهته أشار إلى أن إشكاليتين رئيسيتين تواجه التعليم في اليمن تتمثل أولا في كثافة الطلاب، وثانية في كثافة المنهج بصورة غير مناسبة.
واقترح الإنتقال إلى الإمتحانات بطريقة الكتاب المفتوح بحيث يتم معرفة قدرات الطالب في البحث عن المعلومة، معتبرا أن هذه الطريقة والتي جربها في معهد الإتصالات هي أسلم طريقة لعدم الغش.
 من جهته أكد الدكتور/ بدر الأغبري أن مسئولية انتشار ظاهرة الغش تقع على الجميع الدولة والمعلم والطالب والمجتمع والأسرة، مطالبا بحلول جذرية للمشكلة وتكثيف الدعم للتعليم في الميزانيات الحكومية.
واتهم عبدالرحمن الشريف وزارة التربية والتعليم بأنها تقف مع الغش حيث يتم تسليم اللجان الإمتحانية لأشخاص ثبت ضعف كفاءتهم، مشيرا إلى أن الخروج مما وصفه بالمأزق يتمثل في تغيير نظرتنا إلى التعليم.