الشيخ صادق: غزة ليست غرناطة، وأدعو للتضامن مع فلسطين في كل وقت

 
 
دعا الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر – رئيس الهيئة الشعبية لنصرة الشعب الفلسطيني وفك الحصار - إلى عدم حصر التضامن مع فلسطين في يوم أو أسبوع أو شهر أو سنة وإنما يجب أن يكون التضامن مستمر في كل يوم وكل ساعة وعند كل صلاة.
واعتبر ما يجري في قطاع غزة من عربدة صهيونية خزي وعار على الأمة جمعاء صغيرهم وكبيرهم مسئولين وشعوب.
وقال خلال تدشين فعاليات الحملة اليمنية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009م وفعاليات الأسبوع الثالث للتضامن مع الشعب الفلسطيني إن الهوان والتخاذل والإنكسار العربي والإسلامي الحالي يذكر بسقوط غرناطة في الأندلس قبل خمسة قرون وبالتحديد في الأول من يناير 1492م على أيدي ملوك قشتالة الصليبيين واكتفاء أمراء الطوائف في ذلك الوقت بمتابعة مشهد السقوط والإنهزام بل وتورط بعض أمراء دول الطوائف في حينه في دعم ملك قشتالة في محاصرة غرناطة حتى استسلمت وسقطت بعدها الجميع دون استثناء ونال الإسلام والمسلمين ما نالهم من التنكيل والقهر لتبدأ بعدها محاكم التفتيش عن نوايا المسلمين ومحاكمتهم وعدامهم في كل قرية وجبل وفي واد وطريق.
واستطرد: واليوم يتكرر المشهد ويعيد التاريخ نفسه مع فارق هام وجوهري هو أن سكان غزة ليسوا كمواطني غرناطة التي انصرف أهلها وأمراؤها في حينه إلى اللهو والمجون والراحة.
وقال: إن أبناء غزة يختلفون عن أولئك القوم، أنهم اليوم وكل أبناء فلسطين عنوان العزة والكرامة في زمن ذهبت فيه العزة النخوة والشهامة والمروءة واكتفينا جميعا بمشاهدة المجازر الوحشية التي ترتكب بحق إخواننا المواجهون الصامدون في وجه الإستكبار والفساد في الأرض.
وأضاف: إن صمود أبناء غزة يذكرنا بأبطال معركة مؤتة، ومعركة الأحزاب، وبلاط الشهداء، ومعركة القادسية، وغيرها من المعارك الفاصلة في تاريخنا الإسلامي ووقوف الفئة المؤمنة في وجه الفئة الكافرة بكل شجاعة واقتدار.
وفي حفل التدشين الذي أقيم بقاعة أكسبو للمعارض الدولية أكد وزير الثقافة محمد المفلحي أن الحملة اليمنية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية وأسبوع التضامن مع الشعب الفلسطيني هو من أجل أن تبقى القضية الفلسطينية حية نابضة في ذاكرتنا، ومن أجل أن تظل مأساة فلسطين وإحراق الأقصى ماثلة في أذهان شبابنا وأجيالنا القادمة، ولنتذكر أن حقا مغتصبا تأبى الأمة أن تقبل به.
واعتبر المفلحي أن من المفارقات المؤلمة أن الجميع في كل الوطن العربي كان يستعد من أجل الإحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية في العام 2009، وذلك تنفيذا لمقررات الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الوزراء المسئولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي غير أن آلة الحرب الصهيونية أبت أن تبعث للقدس باقات الحب والخير والحياة، وسابقت الزمن لتبدأ حربها التدميرية قبل أيام من العام الجديد.
وقال: إن هذا الوضع الحرج الذي نواجهه يدفعنا للتفكير والتأمل والبحث عن أشكال جديدة ومختلفة للاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية، فالقدس هي عمق فلسطين ونبض توهجها في ثقافتنا العربية وهي عاصمة الدولة ولاتزال فلسطين تطرح أمامنا أسئلتها وتحدياتها فتدفعنا للإتجاه نحو الاحتفاء بالمستقبل والاستعداد له فما يحدث اليوم في غزة ليس آخر الحروب بل أن قادة الجيش الإسرائيلي المعتدي يدركون أنهم يقاتلون شعبا لايقبل بشيء سوى النصر والشهادة وذلك هو تحدي الإرادة البقاء.
وأضاف: ومن أجل فلسطين ومن أجل إرادة الحياة ندعوكم للاحتفاء بالقدس عاصمة الثقافة العربية ليس في هذا العام وحسب بل في كل الأعوام إلى أن يرتفع علم فلسطين الحرة فوق قبة المسجد الأقصى.
ودعا إلى تقديم الدعم للمكتبات ودور المخطوطات والمؤسسات الثقافية في القدس وكذا المدارس والجامعات من أجل أن تحتفظ القدس بهويتها الثقافية العربية ومن أجل أن تستمر إرادة المقاومة والصمود والتحدي للإحتلال الصهيوني الذي يسعى لتسجيله في قائمة التراث العالمي بإسم إسرائيل.
إلى ذلك أكد الشيخ عبدالمجيد الزنداني في كلمته عن علماء اليمن أن الأمة اليوم أمام عدو يريد القضاء على وجودها، معتبرا الحرب الحالية حرب وجود.
وقال: إن إسرائيل تقول إن دولتها من النيل إلى الفرات لذا لايخدعوننا وأن يقولوا لنا أن فلسطين وحدها هي المهدد، فهذه بلاد العرب مهددة والمدينة المنورة مهددة والقاهرة مهددة والعواصم العربية مهددة.
واعتبر الشيخ الزنداني أن الحل لإخراج الأمة من وضعها الحالي ولنصرة إخواننا في غزة هو الأخذ بأيدي الحكام العرب والمسلمين لنصرة غزة باعتبار أن الحكام هم المخاطبون بآية النصر(وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر).
وتساءل الزنداني عن وثيقة الدفاع العربي المشترك وعن مصيرها ولماذا لم تطبق فيما يجري اليوم في غزة، داعيا في ذات الوقت إلى فتح المعسكرات للمتطوعين نصرة لغزة.
واعتبر الشيخ الزنداني أن المشاركة في حصار غزة محرم شرعا بفتوى الأزهر الذي أكد أنه لايجوز المشاركة في حصار المسلمين باعتبار أن ذلك حرام وذلك دأب الشيطان.
وأشار إلى وجود مؤامرة لتهميش دور العلماء المسلمين، ومن ذلك تهميش فتوى الأزهر هذه وعدم إشهارها إعلاميا، مؤكدا أن الروح بدأت تدب من جديد إلى علماء المسلمين بعد تشكيل لجنة من العلماء برئاسة الدكتور يوسف القرضاوي.
وأكد الزنداني أن الأمة الإسلامية كيان واحد والحدود وضع شاذ، لذا يجب على من نزل العدو بساحته مقاتلته وإن لم يستطع فبالبلاد المحيطة فإن عجزوا أو قصروا فيجب على الذين يلونهم.
واستدرك: نحن لا ندعو الشعوب للتمرد على حكامها والثورات بل نطالب كل واحد أن يقوم بواجبه تجاه ما يجري في غزة.
وحذر من أن استمرار تقاعس الحكام عن نصرة أهلنا في غزة قد يقود إلى كوارث لأن الشعوب لا تقبل التقاعس وإذا وجدت التقاعس فإنها ستخرج عن السيطرة.
ودعا الشيخ الزنداني إلى جمع الأموال باعتبار أن هذا النوع من الجهاد متيسر لدينا، والعمل على إرسال المعونات بأسرع وقت ممكن عن طريق البر أو البحر أو الطائرات.
وأكد الشيخ الزنداني – رئيس جامعة الإيمان – أنه لاتوجد أية معاهدات بين مصر وإسرائيل تؤكد على إغلاق معبر رفح بحسب تأكيد وكيل وزارة الخارجية المصرية عبدالله الأشعل الذي أكد أنه لاوجود لأي معاهدة على ذلك بل أن المعاهدات الدولية تؤكد وجوب فتح المعبر.
الدكتور عبدالقوي الشميري في كلمته عن شبكة المجتمع المدني الداعمة لفلسطين (شمل) دعا علماء الأمة الإسلامية إلى العمل من أجل إنهاء فساد الحكام الذين مثلوا حجر عثرة أمام شعوبها في دعم إخواننا في فلسطين.
وقال: أنتم أيها العلماء تعلمون أن حكام العرب قد فسدوا وأفسدوا ولم يبق إلا العلماء الذين يجب عليهم مقاومة فساد الحكام، مضيفا: هذه الأمة ليس لها من مآل للنصر إلا إزاحة النظام العربي، ولمن يريد نصرة غزة فعليه أن يعمل من الآن على إزالة النظام العربي المخزي.
من جهتها أشادت فتحية عبدالواسع وكيلة وزارة الإعلام بصمود أبناء الشعب الفلسطيني في وجه آلة الحرب الصهيونية.
وقالت: إن آلة الحرب الصهيونية لم تستطع أن تخمد جذوة صمود وإرادة المقاومة الباسلة لأهل غزة، منتقدة صمت النظامين العربي والدولي تجاه ما يجري في غزة، مؤكدة بأنهما يعانيان من انكسار وخذلان في مختلف المواقف والمواقع بل وفرت الغطاء والمبررات لهذا العدوان الصهيوني الغاشم.
وأشارت إلى دور المرأة الفلسطينية التي تتقدم مسيرة النضال وتجسد أروع معاني التضحية وأنصع صفحات الصمود، فهي قوية وصامدة أمام كل التحديات ومستعدة لتقديم المزيد من التضحيات بجوار زوجها وأبيها وأشقائها وأبنائها المقاتلين البواسل لنصرة فلسطين وشعب فلسطين وقضية فلسطين وتحرير وتطهير المقدسات من صلف المحتل الصهيوني البربري الهمجي.
وأعلنت عبدالواسع عن إشهار المكتب التنفيذي النسوي فرع اليمن وذلك لتوحيد الجهود النسائية تحت إدارة تنفيذية نسوية تعمل في إطار مؤسسة القدس الدولية التي تعمل على إنقاذ مدينة القدس والحفاظ على هويتنا العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وتحقيق الأهداف المرحلية والإستراتيجية لتثبيت وجود وحقوق الشعب الفلسطيني.
وقد ألقيت كلمتين عن لكل من أحمد حرارة رئيس اللجنة التحضيرية لأسبوع التضامن الثالث مع الشعب الفلسطيني، إسحاق الفرحان رئيس الحملة الأهلية للقدس عاصمة الثقافة العربية 2009م.
كما قرأ الحاضرون الفاتحة إلى أرواح الشهداء في غزة.
وعقب اختتام حفل التدشين افتتح وزير الثقافة ومع الشيخ صادق الأحمر و الشيخ عبدالمجيد الزنداني معرض المنتجات الفلسطينية.
يذكر أن حفل التدشين حضره سفراء كل من دولة إيران والجزائر وممثل حركة حماس باليمن.