الشيخ صادق: تنظيم القاعدة هو عبارة عن شماعة للتدخل في شئون اليمن

قال الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر رئيس منتدى الأحمر إن تنظيم القاعدة هو عبارة عن شماعة للتدخل في شئون اليمن.

وحمل الشيخ صادق - خلال جلسة المنتدى اليوم - الأنظمة مسئولية تدخل الغرب في الشئون الداخلية للعرب بسبب سياساتها غير الحكيمة.

وفي المنتدى - الذي خصص لمناقشة العلاقات اليمنية الأمريكية .. شراكة أم هيمنة؟ - حذر الدكتور أحمد عبدالواحد الزنداني من استمرار الضربات العشوائية لعناصر القاعدة في اليمن.

وقال: إن الضربات العشوائية ستحول اليمن كله إلى قاعدة، وأن الشعب لا يمكن أن يصمت إزاء تلك الضربات التي ذهب ضحيتها الأبرياء.

وأكد الدكتور الزنداني - الأستاذ بقسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء في محاضرته خلال المنتدى - أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا كانتا تخططان من خلال مؤتمر لندن لوضع الجيش اليمني تحت إدارة قوة أجنبية بمبرر محاربة القاعدة لكن الموقف الشعبي القوي حين ذك دفعهم للتراجع عن ذلك.

وقال: إن المحللين الإستراتيجيين في أمريكا كانوا يضعون عدة خيارات لمواجهة الإرهاب في اليمن بعد اكتشاف ما كان يدبره عمر عبدالمطلب بالطائرة الأمريكية، وكان من ضمن الخيارات هو التدخل تحت غطاء دولي، فيما كان الخيار الآخر هو أن تعمل أمريكا بشكل متعدد الأطراف من خلال السعودية والإتحاد الأوربي, وغيرها من الدول بحيث توسع التعاون العسكري والاقتصادي في اليمن.

وأضاف: كانت المؤشرات الأولية تشير إلى أن التدخل سيتم بهدف إجبار الحكومة اليمنية على وضع جيشها تحت قيادة القوات الأجنبية لاجتثاث الإرهاب, فكانت الدعوة البريطانية لمؤتمر لندن والتي أطلقها رئيس الوزراء البريطاني في 1 يناير 2010م, بهدف اجتثاث التطرف والإرهاب.

وأكد أن موقف الشعب اليمني القوي تجاه هذه التدخلات وتجاه المؤتمر والمواقف المناوئة لهذا المؤتمر دفعت بامريكا وبريطانيا للتراجع عن طرح هذا المخطط.

وقال الزنداني: "إن طبيعة العلاقة بين العملاق الأمريكي والدولة اليمن يحكمها عامل الهيمنة بحكم فارق القوة الهائل بين فاعلين دوليين يمارسان علاقتيهما في إطار نظام دولي غلب عليه باتفاق معظم علماء العلاقات الدولية الفوضوية".

وأشار إلى أن السياسة الخارجية اليمنية لا تعدو عن أن تكون مجرد رد فعل لسياسات الدول الكبرى في النظام الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية, مؤكدا أن الفاعل الرئيسي في العلاقات اليمنية الأمريكية هي الولايات المتحدة بمعنى أنه لا توجد شراكة بين اليمن وأمريكا.

وقال: "إن الحديث عن شراكة بين اليمن وأمريكا غير واقعي، وعندما نقول أن هناك شراكة فقط هو احتراما لطبيعة العلاقة بين اليمن وأمريكا، مضيفا: الشراكة يعني أن هناك مصالح تعود على الطرفين، ومصطلح الشراكة في حد ذاته هو مصطلح دخيل على العلاقات الدولية، وهذا المصطلح دبلوماسي مؤدب يشعرنا بأننا نستفيد".

وأكد الزنداني أن الدائرة الرئيسية في اهتمامات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه اليمن هي الحرب على "الإرهاب" ثم تليها نشر الديمقراطية اللبرالية والاقتصاد اللبرالي.

لكن الزنداني قال إن "الولايات المتحدة الأمريكية في المحصلة النهائية لتلك السياسة وحتى نهاية العام 2009م لم تحقق ما ترجوه في اليمن وبالتالي بدأت اليمن تحتل اهتماما أكبر من صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية الذين يعتبرون فشل اليمن يعد ساحة مواتية لتحرك جبهة جديدة ضد الولايات المتحدة في حربها العالمية مع القاعدة وطالبان أفغانستان وطالبان باكستان, وهو ما سيخلق للولايات المتحدة مشكلة جديدة.

وأكد أنه وبناء على ما سبق فإنه لم يكن أمام الإدارة الأمريكية إلا أن تعالج وضع اليمن بالمزيد من التدخل لإمضاء سياستها العامة والتي يأتي على رأسها القضاء على الإرهاب ومنع اليمن من الخروج عن فلك النظام الدولي.

 

مؤتمر لندن

 

الزنداني تحدث في محاضرته عن مخاطر مؤتمر لندن من خلال قراءة للبيان الصادر عنه، وقال إن البيان الصادر عن المؤتمر لم يقتصر تأكيده على حرب القاعدة فقط وإنما أشار بوضوح إلى أنه لا مانع من استهداف هيئات أخرى".

وقال: إن الخطورة في مؤتمر لندن تكمن في أن الدول الغربية تمكنت من استخدام مجلس الأمن لإضفاء الشرعية الدولية على القرارات التي تخدم مصالحها، مؤكدا أن "هذا يجبر الدول الصغرى في النظام الدولي على تعطيل دساتيرها وسيادتها أو الدخول في مواجهة الدول الكبرى".

واعتبر ما تشهده الساحة السياسية اليمنية اليوم هو "نتاج واضح لمؤتمر لندن الذي هيمنت عليه الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة غير مباشرة سواء سياسية أو اقتصادية".

واعتبر أن الجرع التي تقوم بها الحكومة اليوم هو تنفيذ لتعهداتها في مؤتمر لندن, مشيرا إلى أن الحكومة تسعى حاليا إلى استيعاب المعارضة حتى يقبل الغرب نتائج الانتخابات القادمة.

 

هيمنة لاشراكة

 

من جهتهم أجمع المشاركون في منتدى الأحمر أن على أن طابع العلاقة الأمريكية اليمنية هو طابع هيمنة لاشراكة.

وأكد الدكتور عيدروس النقيب: أن العلاقة بين اليمن وأمريكا تحكمها ثنائيات "القوي والضعيف، والموجِّه والموجَّه له، والفاعل والمفعول، والطرف المانح والطرف الممنوح".

وقال: إن الطرف المانح هو القوي وبالتالي هو الفاعل والموجه وهو من يحدد القرار.

من جهته شبه الشيخ علي زين بن شنظور عضو اللجنة العليا لمجلس التضامن الوطني علاقة الولايات المتحدة الأمريكية باليمن كعلاقة الحكومة اليمنية بالمعارضة، فالحكومة تريد كل ما تريد، وبالتالي فإن الشراكة شراكة هيمنة.

وقال الدكتور عبدالله الفقيه أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء: إن الهيمنة الأمريكية موجودة وواضحة لكن السؤال هو كيف نقلل من آثار الهيمنة؟.

وأضاف: نحن مرتبطين مباشرة بأمريكا ولو أن أمريكا أرادت إغلاق البنك الدولي في حدة بالعاصمة صنعاء لانهارت اليمن في يومين، مثلما حدث للصومال، لذا هل لدينا خيارات للخروج من الهيمنة أو على الأقل التقليل منها؟."

الفقيه في مداخلته طالب بالعمل على تأهيل الجيل الحالي تأهيلا حقيقيا للتخفيف من الهيمنة الأمريكية، من خلال نظام تعليمي حقيقي يؤهل هذا الجيل ويجعله أقدر على مواجهة متطلبات الحياة الحديثة.

وأكد أن اليمن إذا أرادت أن تكون شريكا لأمريكا فإن عليها أن تملك الرؤية أولا وهذا غير موجود حاليا، بالإضافة إلى أن يكون الشعب شريكا في صنع القرار وأن لا يكون القرار فرديا مثلما هو حاصل حاليا.

وقال: إن الأمريكيين لايضربون أحد إلا إذا يئسوا، وأمريكا الآن تستخدم أسلوب الحوار للقضاء على القاعدة في اليمن، وإذا فشل هذا الخيار فإن أمريكا لن تتردد حتى في قصف القصر الجمهوري إذا شعرت بالخطر.

وانتقد الفقيه ما قال إنها حرب إرهابية من السماء، ووصفها بالفاشلة.

وأكد أن استخدام الطائرات في قصف القاعدة ستدفع بالأمور إلى الأسوأ لأن هذا الأسلوب في محاربة القاعدة لم ينتج حتى الآن إلا قتل الأبرياء.

وأشار إلى أن بإمكان الحكومة اليمنية أن تفاوض على خيارات أخرى لمحاربة القاعدة ومنها إشراك الجيش اليمني في تعقب عناصر القاعدة بدلا عن القصف.

وأكد عبدالوهاب الروحاني - وزير الثقافة الأسبق - "أن العلاقات الأمريكية تقوم على الحفاظ على مصالحها الإستراتيجية والسياسية، وترتكز مصلحة أمريكا في المنطقة في الحفاظ على أمن إسرائيل ككيان قوي".

وقال: الحفاظ على المصالح الأمريكية يقوم على الشراكة لدى الدول غير العربية بينما دول الشرق الأوسط بالتحديد ترى أمريكا أن الحفاظ على مصالحها يقوم على أساس فرض القوة والهيمنة.

وأضاف: أحداث 11 سبتمبر 2001م بينت خللا هاما في التعامل الأمريكي مع العالم العربي، وبينت أن قضية الإرهاب التي تم تضخيمها وإخافة العالم بها، هي من صنيعة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث استخدمت مفهوم الإرهاب للحفاظ على مصالحها.

وشدد الروحاني على أن القاعدة من صنع أمريكي، وقال: إن القاعدة لا توجد إلا في أفغانستان أو أذهان الأمريكان، أما في اليمن فلا أعتقد أن هناك قاعدة.

وواصل: هناك متعاطفون مع القاعدة ومغرر بهم، والقاعدة إذا ما وجدت في اليمن فيتمثل وجودها في الفقر والبطالة والتباين في حياة الناس بين غناء مفرط وفقر مدقع بالإضافة إلى الجهل.

وقال: إن تلك العوامل تدفع بالناس للانصراف لأفكار متطرفة نتيجة الجوع والمعاناة والفقر.

وأكد الروحاني في ختام مداخلته أن أهناك أجندة أمريكية إسرائيلية وراء تضخيم القاعدة في اليمن، بغرض تنفيذ مخططاتهم في البلاد.

الدكتور غالب القرشي من جهته أكد أن مظاهر الهيمنة الأمريكية واضحة نظرا لاختلال موازين القوى بين دولة عملاقة ودولة نامية تعاني مشاكل عدة.

لكن القرشي دعا إلى العمل على ربط الجيل بثقافته ومعتقداته لمواجهة المخططات التي تحاك للأمة.

وأرجع مشاكل البلاد العربية إلى ما وصفه بالانفصام النكد بين الحكام والشعوب العربية، لكنه دعا أيضا إلى عدم اليأس والاعتقاد أن الهيمنة الأمريكية شيء لابد منه، فهذه الهيمنة تم دحرها في مواقع عدة في فيتنام والصومال وأفغانستان والعراق.

اللواء أحمد قرحش من جهته دعا اليمنيين أن يعملوا شيئا لمواجهة ما يحاك للبلد ليس من أمريكا لوحدها وإنما من أطراف عدة تسعى للهيمنة.

إلى ذلك قال الدكتور محمد عبدالملك المتوكل إن مشكلة اليمن ليست في الهيمنة الأمريكية، ولا في الضعف فلديها مايجعلها قوية ولا في الجانب المالي فالفساد يرهق إمكاناتها، معتبرا أن المشكلة الحقيقية تكمن في أن السلطة تستقوي بالخارج ضد الداخل وبدلا من أن تتنازل للداخل تقدم تنازلات للخارج.