الشيخ صادق: الظلم واقع على اليمنيين جميعا وعلينا قراءة تاريخ ما قبل الوحدة لاستقاء الدروس

أكد الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر أن الظلم هو واقع على الشعب اليمني في الشمال والجنوب


وقال: إن "الوضع في الشمال لا يختلف عن الوضع في الجنوب والظلم ليس على محافظة بعينها، والمخالفات للدستور والقانون هي على الشعب اليمني بأكمله
ودعا الشيخ صادق - خلال جلسة منتدى الأحمر مساء أمس الإثنين - إلى قراءة التاريخ وكيف كانت الأوضاع أثناء التشطير وذلك بهدف استقاء الدروس والعبر، مؤكدا أن الجيل الحالي بشكل عام لا يعرف ماذا كان يعانيه اليمن قبل الوحدة.
وشدد على ضرور أن تعمل الدولة على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب بغض النظر عن انتمائه أو مكانه لأن اليمن كله شعب واحد.
نموذج مشرف
وفي المنتدى أكد الدكتور عبدالرحمن بافضل أن الوحدة اليمنية مفخرة العرب أجمعين.
واعتبر بافضل الوحدة اليمنية النواة الأولى لوحدة عربية شاملة، خصوصا وأنها جاءت بعد فشل كل نماذج الوحدة التي قامت بين عددا من الدول العربية في مصر وسورية والعراق والوحدة المغاربية ومجلس التعاون العربي الذي قضت عليه أزمة الخليج الثانية.
وأشار - خلال منتدى الأحمر - إلى أن هناك مخططا دوليا يستهدف وحدة اليمن، ضمن مخطط لإعادة تقسم الوطن العربي على أساس عرقي وطائفي ومذهبي.
وقال: إن هذا المخطط متفق عليه سياسيا من جهة الصهاينة والبروتستانت والمسيحية المتصهينة التي تقول إنه لابد من تقسيم الدول العربية ودعم إسرائيل من أجل تهيئة نزول المسيح عيسى عليه السلام.
وأكد أن هذا المخطط بدأ يطبق بالقوة في أفغانستان وباكستان والعراق والصومال والسودان والآن اليمن، مشيرا إلى أن البوارج البحرية الضخمة الموجودة في خليج عدن لمكافحة ما يسمى بالقرصنة الصومالية ماهي إلا دليلا واضحا على مدى الإستهداف للمنطقة بشكل عام.
وأضاف: "يحاك لليمن الآن مخطط مثل العراق الذي قسم إلى شيعة وسنة وأكراد ونصارى، والآن العراق أكثر دولة عربية لديها قنوات فضائية وكل ذلك من أجل مزيد من التقسيم".
وواصل " اليمن يراد لها التقسيم بطريقة أو بأخرى لأن الوحدة أصبحت قلقا لهم لأنها خطوة في الطريق لوحدة أكبر". داعيا الشعب اليمني إلى أن يضع في رأسه هذه المخططات.
وأكد أن الوحدة هي ملك للأمة بكاملها وليست ملك لـ لعلي عبدالله صالح أو البيض أو علي ناصر محمد "مع احترامنا لدورهم في إقامتها"، مستدركا "لكننا نرفض أن يأتي من يقول ويطرح علينا أن نذهب إلى الجامعة العربية مجددا للتوقيع على دولتين لأن الانفصال مهلكة".
واستطرد " كنت أتمنى من الأخ علي سالم البيض أن يأتي ويتحدث عن الفساد الموجود في البلاد وعن نهب الأراضي لا أن يأتي ويتعهد باستعادة دولة الجنوب".
وأضاف: "هذا أمر دبر بليل ولا يمكن الحوار مع هؤلاء إلا إذا اعتذروا وأعلنوا احتكامهم إلى دستور الجمهورية اليمنية".
ودعا بافضل خلال محاضرته بعنوان "كيف نحافظ على الوحدة" إلى التمسك بدستور الجمهورية اليمنية، واصفا محاولات إلغائه بـ"الإجرام".
وأكد أن "المساوئ التي ترتكبها السلطة الحاكمة لا يمكن أن تلغي الوحدة، وكذا الأخطاء لا يمكن أن تلغي هذا الدستور الذي الأصل أن يكون هو المرجعية التي نحتكم إليها".
ولم يستبعد بافضل أن يتكرر المشهد الصومالي في اليمن، وقال: "ما يحصل في الصومال ليس بعيدا أن يحصل في اليمن، لكن على العقلاء العودة إلى المرجعيات والاجتماع عليها".
بين الأمس واليوم
واستطرد بافضل: "عندما قامت الوحدة اليمنية في عام 1990م كان اليمنيون في الجنوب وبنسبة 100% مع الوحدة، ولم نسمع هذه الأصوات إلا مؤخرا". متهما "حكومات المؤتمر الشعبي العام المتعاقبة بالتسبب في ظهور هذه الدعوات".
وقال: " حكومات المؤتمر اعتدت على الحقوق ونهبت أراضي المواطنين ما تسبب في تنامي الدعوات الانفصالية في الجنوب حتى أصبح الأكثرية في المحافظات الجنوبية ضد الوحدة".
لا وجه للمقارنة
بافضل وفي حديثه عن الوحدة اليمنية أكد "أنه لا وجه للمقارنة بين ما كان حاصلا في الجنوب قبل الوحدة وبعدها من حيث المشاريع التنموية". لكنه قال: "إن الشعوب تنسى وهي لا تعرف إلا الحاضر، فقبل الوحدة كان المواطن يؤخذ من بيته ويخفى ولا يمكن لأحد السؤال عنه".
مضيفا: " قبل الوحدة بـ 20 سنة دخلت مع الجبهة الشعبية وخرجت منها عندما قتلوا فيصل الشعبي ذلك الرجل الفاضل فقررت الخروج من التنظيم".
واستطرد:" في الجنوب قبل الوحدة قُتِل العلماء ووصل الحد إلى أنهم قاموا بربط الشخص من أرجله في سيارتين ومن ثم جره حتى الموت".
وواصل "الناس قبل الوحدة في الجنوب كانوا كلهم موظفي دولة وكل شيء بالصرف، لكن الشعوب تنسى ومعظم من يرفع الدعوات الانفصالية اليوم هم من الجيل الجديد الذي لم يعايش تلك المرحلة".
لماذا الحراك اليوم؟
يطرح بافضل هذا السؤال في محاضرته ويجيب قائلا: " المشكلة أن الأخ الرئيس لا يشعر بأن للجنوب قضية وبالتالي كانت ردة الفعل - نتيجة عدم الاعتراف بهذه القضية – قوية خاصة بعد استخدام النار".
وأضاف: " أنا أستغرب كيف أن جندي يطلق الرصاص على من يتظاهر سلميا مع أن الأصل أن الجندي هو لحماية الأمن والأمة وليس العكس".
وحمل بافضل "السلطة القائمة" المسئولية الأولى عن ما يجري وقال: إنه "ينبغي على السلطة أن توقف لأنها ما عادت قادرة على استيعاب مشاكل البلاد".
أخطاء ما بعد الوحدة
وتطرق بافضل في محاضرته بمنتدى الأحمر إلى ما قال إنها أخطاء حدثت بعد الوحدة وتسببت في ما يحصل اليوم من حراك.
وقال: "هناك أخطاء كثيرة نذكر منها على سبيل المثال، "عدم اختيار الناس الأكفاء لقيادة المحافظات الجنوبية"، وعبر عن أسفه أن "الحكومة كانت ترسل أناسا أقل خبرة وقدرة من أبناء المحافظات الجنوبية"، واصفا ذلك بأنه تفكير متخلف.
واعتبر من ضمن الأخطاء التي حدثت بعد الوحدة العبث بالأراضي، وفصل قرابة 14 ألف جندي كانوا متعاقدين، بالإضافة إلى الفساد المستشري في جميع المحافظات اليمنية، والفساد في المجال النفطي".
حلول
واعتبر بافضل أن الحلول لما يجري حاليا في المحافظات الجنوبية تتمثل في تعديل الحكم المحلي، وإنشاء مكاتب خاصة في المحاكم لاستقبال المظالم، واستئناف الحوار".
وشدد على ضرورة "إجراء تعديلات دستورية، وإجراء انتخابات نزيهة على نظام القائمة النسبية، وكذا إقامة نظام برلماني والفصل بين السلطات للخروج من الوضع الحالي".
تحديد السبب
وفي المنتدى الذي ترأسه الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر رئيس المنتدى، دعا الدكتور عبدالقوي الشميري إلى تحديد السبب الرئيسي فيما يجري لليمن حاليا.
وقال: هناك مشكلة أساسية تتمثل في عدم تحديد من هو "عدو الشعب هل هي الوحدة أم هي أخطاء السلطة".
وأضاف: "هناك اليوم إجماع يقول بأن الفردية هي من أوصلت البلاد إلى ما هي عليه الآن".
من جهته قال الدكتور عبدالجليل الصوفي: إن الناس لا يعرفون اليوم حجم المأساة في البلاد، داعيا إلى دراسة الحلول التي يتقدم بها البعض سواء من المعارضة أو من غيرها، مشددا على ضرورة إعادة التوازن إلى الساحة السياسية اليمنية.
 النائب محمد الحاج الصالحي من جهته قال: " إن مايجري في المحافظات الجنوبية يجري في المحافظات الشمالية لأن النظام العسكري متسلط على الكل حتى الفقير أصبح لا يُعطى الضمان الاجتماعي إلا بعد إشهار بطاقة الانتماء للمؤتمر الشعبي العام".
وأضاف " هناك حزب سيطر على كل مقدرات البلاد لكن الطامة ستأتي على الجميع وليس على المؤتمر لوحده".
الوحدة قدرنا
محمد بابريك القيادي التربوي من جهته أكد أن الوحدة بالنسبة لليمن قدره ومصيره "لأن الوحدة مكانتها في القلوب قبل أن تكون هناك وحدة سياسية".
وحذر بابريك من عدم مراجعة السياسات إزاء مايجري في المحافظات الجنوبية، مؤكدا أن الوحدة في "خطر عظيم"، وقال: "أنا كثير النزول إلى عدن وأصبح من يتكلم عن الوحدة هو المتخفي والعكس هو السائد".
وتطرق بابريك إلى ممارسات قال إنها ساهمت في "تأجيج الوضع في المحافظات الجنوبية وتتمثل في ممارسات إدارية ونهب الأراضي وقضايا الموظفين".
وقال: "أنا مدير مدرسة بأمانة العاصمة في يوم من الأيام أفاجأ وأنا في عدن بأن أحد طلابي خريجي الثانوية قد عين مديرا للبريد هناك". وتساءل: هل لايوجد في عدن من هو قادر على إدارة مكتب بريد أم لأن ذلك يقرب لمسئولين ونافذين؟.
واستطرد: على مستوى اليمن استغنت الدولة عن كل الكوادر التربوية الناجحة وأصبحت في البيوت، وأصبحت البطائق الحزبية هي التي "ترفع وتنزل".
ودعا بابريك إلى إعادة الترتيب للأوضاع في اليمن وتثبيت الوحدة بالفعل لا بالكلام ورد أراضي الناس ورد المظالم إلى أهلها".
من جهته الشيخ/ قحطان بن عبدالله بن حسين الأحمر دعا إلى تشكيل لجان للتحقيق فيما يجري في المحافظات الجنوبية والعمل على حل مشاكل نهب الأراضي وأن لا تكون مكونة من حزب أو جماعة محددة.
الفساد هو المتسيد
إلى ذلك أكد الدكتور عبدالوهاب الروحاني أن ما يجري في المحافظات الجنوبية يجري في المحافظات الشمالية.
وقال: "الجميع يعرف بأن هناك ملايين الشباب العاطلين عن العمل في الشمال والجنوب والمتسيد الوحيد هو الفساد".
وأضاف: " لقد أصبح الفساد هو السائد في الشمال والجنوب، وليس المؤتمر الشعبي العام بحسب ما يقول البعض فهناك قيادات في المؤتمر أبناؤها في صفوف العاطلين عن العمل".
واستطرد " الفساد أصبح مؤسسي وهؤلاء الفسدة أصبح لهم منهجا خاصا فصاروا يلعبون حتى بالنفط.. هؤلاء ليسوا من الشمال ولا من الجنوب.. إنهم من مؤسسة الفساد".
وطالب الروحاني بالبحث عن الكفاءات حتى يسدوا الفراغ القائم بمشروع ثقافي وتعليمي يعمل على رأب الصدع.
وقال: "اليمن على مدى 21 وحدة تمت في تاريخه إما تتوحد وتستقر أو تتفرق فتتقاتل".
وواصل: "هناك مشروعا مستفيدان من الحراك الحالي هما الانفصاليون أولا والفسدة ثانيا".
وأضاف: "علينا جميعا أن نقر أن المشكلة هي مشكلة إدارية في المقام الأول".
وتساءل الروحاني عن دور المعارضة التي تنتقد، وقال: " ماهو دور المعارضة في الحد من الفساد وهي ممثلة في مجلس النواب وفي كل مؤسسات الدولة؟ فالمسئولية مسئولية الجميع بلا استثناء".
المشكلة أعمق
الدكتور/ عبدالله الفقيه أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء قال من جهته إن "المشكلة أعمق من إجراء انتخابات وتعديلات دستورية لأنه لا يمكننا إجراء انتخابات في 20% فقط من الأراضي اليمنية".
وأكد أنه لا يتفق مع من "يطرح اليمنيين أمام خيارين الوحدة أو الرئيس لأن الرئيس علي عبدالله صالح لايزال يمتلك الكثير من مفاتيح الحل"، وقال: "إن الرئيس لا يزال يمتلك أكبر مال سياسي في البلاد وإذا حدث للرئيس شيء في هذه المرحلة فإن الأمور ستكون أسوء واعتبروا أن الوحدة انتهت".
ودعا إلى إنشاء محاكم للنهابين مقارنة بالمحكمة التي أنشأتها الدولة للصحفيين وليس تشكيل لجان "لأن لعبة اللجان مللناها".
وأكد أن "للجنوب خصوصية معينة لا ينبغي أن نتجاوزها، وعلينا فهمها وهذه الخصوصية هي في الجانب الإقتصادي".
السياسة الاستبدادية
القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني يحيى الشامي من جهته اعتبر ما وصفها بالسياسة الاستبدادية السبب الرئيسي في انهيار الوحدة في الشارع اليمني.
واقترح الشامي عمل إجراءات أولية للحفاظ على الوحدة تتمثل في "إنهاء المظاهر العسكرية، ووقف فيد الأراضي وإعادتها إلى ملاكها، والإصلاح السياسي، وإيجاد صيغة ديمقراطية تتجلى في المؤسسات العليا للدولة، والعدالة".
ودعا الشامي "من يحكم البلاد إلى أن لا يشعر أن المتنفذين هم جبابرة وعليه تطبيق القانون عليهم مهما كلف الأمر".
ثورة شعبية
من جهته اعتبر عثمان العبسي القيادي السابق في المؤتمر الشعبي العام أن ما يجري حاليا في المحافظات اليمنية هي ثورة شعبية ضد السلطة".
وقال: إذا كان هناك من يقول إن المحافظات الشمالية هادئة فهو غير صحيح لأن هذه المحافظات إذا ثارت فستكون أكثر من المحافظات الجنوبية".
وتحدث العبسي عن إقصاء لمحافظات على حساب محافظات أخرى "ففي المحويت مثلا تم إقصاءها من جميع مناصب الدولة العسكرية والمدنية وحتى محافظ المحافظة فرض عليها فرضا".
وأكد أن هناك "تهميش لدور المثقفين الذين أصبحوا على الحدود بين اليمن والسعودية يكابدون الويلات بحثا عن لقمة العيش في حين أن الفسدة يعبثون في البلاد شرقا وغربا".
المؤتمر ليس مسئولا
إلى ذلك دعا عبدالإله أبو غانم مستشار الدائرة السياسية بالمؤتمر الشعبي العام إلى عدم تحميل المؤتمر الشعبي العام المسئولية عما يجري، كما دعا إلى عدم التحيز للأحزاب في منتدى الشيخ الأحمر.
وأكد أن الرئيس هو صمام أمان اليمن لأن بيده الكثير من نقاط القوة، داعيا كل اليمنيين أحزابا وجماعات إلى الالتفاف حول شخص الرئيس من أجل السير إلى بر الأمان.